وفاء للشتاء (5)/ بروحَيْن وخاطرٍ واحد

 





وفاءً للشّـتاء

(5)

بِروحَين وخاطرٍ واحد


علمتُ أن الأمور قد شرعت تخرج عن المعتاد، إذ لم يبق من خفايا عن كلينا من كلينا!

أصحو بك، وتصِحُّ بي.. أدور حولك، وترتدّ فيني.. لا أكتُمكَ سرًّا، وتتكلم بي متى ما شئت.

إراداتنا لم تصارعنا، إنما هو ما يجول في خاطرنا المشترك، حيث يتحول الهدوء مريرا، والوجع يحول لذيذا.

أوجاع أرواحنا تزورنا إذ نكذِّب من شأننا ما انعقد في أقدارنا؛ أننا أتينا إلى هنا لكي نحِب: أحبك وتحبني، فلو غادرنا الدنيا قبل أن نتم حقيقتينا؛ فإن دَورًا من العذاب غير المنقضي سيستمر في أرواحنا إذ نحن لا نعلم، ولكن نشعر! تماما، كما أننا الآن – أنا وأنت- نعلم، ولكن لا نشعر، أو ننكر أن نشعر.

في البدايات تسود الدهشة، فكل انفعال هو سؤال. وحين تزيد الأيام من عجلتها تارة، ومن تأخيرها تارات، نكون قد انهمكنا في استعارة ملامحنا. فأصير أنت، وتصبح أنا، ويستقر كل همّنا المتتابع، أن نتبيّن من أنا، ومن أنت: حين نتكلم، وحين نفكر، وحين نشعر.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )