المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٨

ما بعد الأخير (2) في فصول الحب

صورة
ما بعد الأخير (2) في فصول الحب النوايا  التي تعاكسنا ونحن نحِب، ما تلبث أن تخلص من عفويتها لتشيد مدرسة فكرية كاملة المناهج والمعلمين ونحن طلابها.  إننا لا نحب براءة قلوبنا، إنما نجهد عقولنا في تقبل نموذج الآخر الذي هو  بالضرورة مخالف لما نحن عليه. أحبك، ليس لأني لا أملك من أمري شيئا، فقد أسلمتك كل شأني لحظة اخترت الحب لقمة حياة، وإنما أجدني في احتراز مستمر لئلا أمتلك منك شيئا يلوح لك أني أفرضني عليك، لذلك أقول احبك: أي انتبه لي، وحسب! تعلو أمامي السياقات توغلنا فيها معا، كأفلام الحركة الصَّخب فيها أكثر من الجدوى، ثم تنتهي بالهزيمة المنطقية!

ما بعد الخاتمة (1) في فصول الحب

صورة
ما بعد الخاتمة (1) في فصول الحب كان ملائما لنا أن نجترَّ الماضي ما دمنا في توجّسٍ من أن يتراكم  لنا حاضر. "معًا" كمشَّاءٍ وقنديله يصير للمآسي حرزًا من أن تنقضي. إنه لمن البشاعة بمكان، أن أقترح لك تعريفا كي أحبك، فنحن نضل حين نصنع لأنفسنا ذاتا واحدة وحيدة، فكيف نمتلك أن نثبَّتَ أحلام العالم بدبوس. الحب بمنطق "المتداوَل" يشيح بقسماتي عن عينيك، ففي داخلي تصور مجنون من أنك قادم لتتلهّى بكشف وجوهي المتوارية منذ استقريت على أني امرأة. ليس من حقٍّ قبل أن تعترف بخوض المستحيل والعبث كي تحبني! إننا أصداء جنون ما فتأ يلمُّ جوانب التجربة الأولى للحب الأول في الزمن الذي لا يتوقف.  ********

ما لم يكن.. لو كان

صورة
منذ العلاقة الأولى مع الحرف الأول في الكلمة الأولى من أي سطر، يقف الكاتب على معضلة "خلق الاحتمالات"! ليس ثمة كتابة جاهزة منذ الفكرة الأولى، ولا إبداع حقيقي فيما يكون قالبا غير مخدوش بالمحاولات، ومن يظن أن الكاتب يكتب منذ أول فكرة تهزه فهو في اعتقاد باطل مع مهنة كل ما فيها أنها افتراضية قبل اختراع فضاء الافتراضية الشبكية. ومما يكون مساعدا على دفع سرعة توليد احتمالات الفكرة، هو اللعب على احتمالات اللغة في مفردات النص. فكل لفظ في أي لغة، له كينونة كلية وجوانية داخلية، تسمح للخيال أن ينشط حوله في متتابعات تحكمها مرونة اللغة وحيوية العقل. فبعض الألفاظ التي تصنف على أنها "أضداد" تحمل فلسفة الفناء والموت مما يجعل النص يتعثر ما بين البرهنة والخرافة وبعض الإيمان. أما الألفاظ التي ترضى بالترادف فيما بينها، فإن طبيعتها المتواضعة والمذهلة في الوقت ذاته تقتبس الأطر الرهيفة للأفكار المألوفة. وهكذا الألفاظ التي وضعت منذ مبدا أمرها لمعنى حافظت عليه رغم تطور اللغة وتعقيد حاجة الإنسان، وأيضا الألفاظ التي تحوّرت عن أصل قديم من لغات أخرى، مثل ما نجده من تشابه بين أصول مفردات

العفوية ..لم ينجح أحد

صورة
عندما نتكلم عن الكتابة كفعل لا وعيٍّ؛ فإننا نوظف مصطلحات تدور في حلقات علم النفس: كالعقل الباطن، الإلهام، الكشف، التبصر، الكمون، ذلك أن مثل هذه المفاهيم تطوي عنا مواجهة الكسل، أو التقليد، أو الجمود، أو اللا-كتابة! هذا الاسترواح بالهروب نشاط نفساني أيضا، قد نفضح مكائده في إخماد حس المسؤولية تجاه وظيفتنا الكتابية، أو أننا قد نستمرئ له أن يخدعنا، لأن الخديعة تكون لذيذة حين تكون غير مجهدة.  لكن لو كانت الكتابة فعل وعيٍّ أي إرادة متحققة، فإن ثمة حضور لصيغ التكلف والمشقة والطاقة. وباللعب باللغة يؤول منتهى الراحة إلى قصوى المشقة: كالاستلهام، والاستكشاف، والاستبصار، والاستكناه، زيادة الصيغة تعمّق ملمس الفعل القصدي لهذه الوظائف النفس-فكرية. هل من المهم أن "أتحضر" كي أكتب! الحقيقة أن الكتابة الأصيلة هي أن تلقي نفسك في اليمّ، ثم تغرق، ثم تصرخ، ثم لا تبتل! خذ الكتابة من نفسك عن آخرها، لا تتبع خارطة غير ما تفجره الكتابة أمامك من شجونها، لا تقل لفكرة صعبة سأكتب عنك حين تكونين أجمل! لأن جمالها في استحالة ضبطها بالكتابة. هذا الفعل المتهور بالاقتحمام على غير هداية، هو ما يترك &q

اقتصاديات الكتابة

صورة
ا قتصاديات الكتابة         يقيم الكاتب خلال عمله الكتابي نوعا من النظام الاقتصادي الذي يستجيب لمتطلبات لحظة الكتابة ذاتها. إن كل فكرة تنهز وعي الكاتب تنحدر عن أصل هو رأس مالها، هذا الأصل يمنحها وجودا دانيا وغير مثالي أيضا. لذا يلعب الكاتب على تناقضات الفكرة مع ذاتها، ويمنح أسهما مربِحة لعمليات المضاربة غير الشريفة بين الأقران في عقله لصالح واحدتها على الأخريات. التقابل بين ما هو كوني وغير كوني، بين ما هو مؤقت وعاجل، بين ما هو فعلي بالجهد وكامن بالقوة، يُنتِج فكرة العالم في ذاته المصغرة داخل الذات الكبرى التي هي الكاتب، حيث ما تلبث الصنعة أن تستقوى على مبدعها فور أن تمتلك أمرها بالجرأة والتعقيد. ثمة عملية "تدوير" أولية يلزم الكاتب فيها أن يضمن حصوله على معدل ضخ ثابت من المواد الأولية لأي نص يكتبه. لقد صيغت اللغة من معجزها "الاشتقاق"، والاشتقاق لم يكن من الهواء الذي زفرت اللغة في وجدان أهلها، وإنما من "الوحدات المصغرة" للفعل الكامن في الاسم، وللاسم القابل أن يكون فاعلا. إعادة خلق التضاريس في الخارطة المهترأة  لتبدو كما لو أن الأرض انشقت ل