المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٤

أخوف ما نخاف من الثورات أن ...؟ (1)

(1)   أخوف ما أخاف من الثورات أن تُنسينا همّ الإسلام والدعوة إليه وتطوير البحوث العلمية التي تستقي روح الإسلام وأهدافه  . إن انهيار الحركات الإسلامية وانسحابها من المشهد السياسي في بلدان الثورات نتيجة فشلها المرصود أو المفبرك في إدارة بلدانها؛ يجعل من الحاجة بمكان التنبيه على قضايا حرجة تمسّ وجود الإسلام في عقول الأجيال الحاضرة والناشئة ، ممن ستُربّى على صورة مشوهة لتعاطي "الإسلام" مع قضايا مجتمعاته ، ممثلا في ثلة الحركات الدينية التي كثيرا ما كان شعارها "الإسلام أولا"، أو "الإسلام هو الحل" ، أو "الإسلام دين ودولة" ...إلخ ، ولكنها لم تجدد في آلياتها التطبيقية ولم تعش داخل اللحظة التاريخية المعاصرة، بل ظلت تردد شعارات المؤسسين وتقرأ التاريخ بعقلية لم تُحْكم فهم سنن التطور الكوني ولا الفاعلية البشرية في مسيرة التاريخ ، فكما أن للكون قوانينه ، فإن للحياة الإنسانية سننها القيمية ، وكذلك للتاريخ قواعد في قراءته للاستفادة منه ، وهذا كله لم نعالجه في أطروحاتنا الفكرية العربية والإسلامية ، ليس في مستوى الحركات الإسلامية فقط ، بل حتى في مستوى الق

أناشيد بلقيس ( نصوص نثرية)

صورة
مجسم رأس من البرونز من الحقبة السبئية أهداها الإمام يحيى بن محمد للملك جورج السادس بمناسبة ذكرى تتويجه ملكا على العرش البريطاني 1936، وهي موجودة في المتحف البريطاني ، لندن أناشيد بلقيس في صدري .. أنفاسكِ الخضراء تُرقِّص كل أحلامي تناديني خطوطا من رماداتِ وتبسط كل أصدافي تجمِّر الأفكار.. ترتِّل الألحان   تؤذّن  بالدجى وتسكن كل أيامي --------------------- بسمات أقمارك تثرثر على شرفات أشواقي تجدل أحاجٍ كان لها الزمان أوتاري وأقواسي نبراتها المستبصره تعبر الليالي ترجئ الضحى وتعثر في أحداق أحزاني تشتهي ثغرا يسد الجوع جوع امرأة قبل الوجود أتت تدلف الصمتَ وتطلق الحبَّ فتنشر زيفَها المقلُ ! بيعتْ وفي خلخالها يبكي فؤادٌ يربُّ الوشمَ يرجّع الشعرَ يسوس كل أوهامي ------------------- من للهيب صدر لايشفى وإن شافى يتيه في مرفاهْ البحرْ  والملاّحْ وكل أنساكي يلمّ الغربةْ ويغسل الأمَّ ويثمر في الأيام تفاحٍ و " نِسْياه " ------------------ تأثّل الحب في أعطافها جَذِلا فآثامه صفحا و قرب

فِعْل الحُـبّ

فِعْل الحُبّ إذا أردت أن تظل على قيد الحياة فعليك بالحب !! نعم إلى هذه الدرجة يعتبر الحب مسؤولا ليس فقط عن شعورنا بالحياة؛ ما يحلو للبعض تقييده في ضرب الإيهام الفكري ، ولكنها حقيقة يمكنك أن تسأل عنها علماء البيولوجيا ليثبتوها لك جينيا ، ولكن الأعظم حظا لو استطعت أن تستعرضها في ميراث الأديان لتجدها لا حقيقة فحسب؛ بل عقيدة قائمة بذاتها ، فلقد أحب الله الإنسان لذلك صنعه على عينه وسخر له خلْقه ومنحه الحسنى في آخرته وكلامه في الدنيا . ولو توقفنا عند رسالة المسيح عيسى عليه السلام ، لوجدنا أن جوهر الرسالة والغاية من بعْث هذا النبي العظيم هو إقرار الحب معيشة للناس على هذه الأرض ، وهذا هو البند الثاني مع البند الأول المتوارد في كل الرسالات التوحيدية وهي إقرارا أن لا إله إلا الله ( إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) "سورة آل عمران". من هنا كانت كلمات المحبة والفداء والتسامح والغفران من المصطلحات التي جهد عيسى عليه السلام في تضمينها وعي العقل الإسرائيلي وقد تحمل في سبيل ذلك ما جعله من أولي العزم  من الرسل . لقد أتى عيسى عليه السلام على فترة من قسوة قلوب بني إسرائيل رغم

معادلة ( شذرات قول )

على أرض تشبه أرضنا ، وتحت سماء سلوكها كسمائنا ، وعلى أثير هواء يكر ويفر كهوائنا ، ولكن مع بشر ربما لا يشبهون بشريتنا ، صدّ صخب الزحام كل بيت وحارة وشارع ، هذا هو الترتيب الصحيح بحسب قواعد العمران ، على أساس أن البيت لابد أن يعيش في حارة ، وعلى فكرة أن الحارة لابد وأنت تفترش الشارع أوأن ينتهي بها الشارع ، وعلى اعتقاد أن الشارع في الأصل جزء من تخطيط المدينة ! وبهذا تتعقد الأحجية ، هل البيت كل المدينة ، أم هل تولد مدينة خارج البيت !! سؤال يستحق الجدل .  ومع ذلك فليس هذا هو مصدر الأرق الآن ، فعامل التوتر الحقيقي يكمن في أن ذلك البيت الظاعن في تلك الحارة المتربعة على ذلك الشارع والمتربص بتيك المدينة ، اعتاد أن يبعثر ضوءه نهارا ويجمعه ليلا ، على اعتبار أن مادة الكهرباء فيه مستمدة من الشمس ، فحيث وجدت الشمس فثمة كهرباء ، وبالتالي نشأ الصوت والصورة ومعها خصام البشر الذي لا يتعطل .  ورغم أن هذه هي السُّنة الطبيعية منذ خلق السماء للأرض أو بالعكس ، إلا أن حال هذا البيت قد أثار الشكوك والاستياء بين معاشر أهل القيل ومجاور السكان  في تلك الحارة وذلك الشارع وتيك المدينة ، لأن الخط العام لكل تلك ال