المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

اقتصاد الكتابة مرة تلو مرة

صورة
  Photo by  rupixen.com  on  Unsplash كل مجرى في حياتنا له اقتصادياته كما له نظرياته وتطبيقاته العملية. والاقتصادية هنا تتعدى مفهوم الربح والخسارة، إلى المأسسة والاستمرارية، ونتيجة لهما يأتي الربح ماديا وأدبيا.  والكتابة- على أنها من فروع الإبداعيات- تبلور اقتصادا له خاصية "الرمزية"، أي أن رأس المال فيه هو الأفكار والكلمات والنقاشات الحرة، وهو اقتصاد يأتي بمحاذاة اقتصاد القرارات الذي ينصب مباشرة على الفعل التجاري.  وفي اقتصاد الرمزية هذا تتشارك الأطراف المستقبلة للمنتوج الكتابي الجهد في تحريك العجلة عبر التداول، وليس بهدف التداول وحسب، إنما عبر الإضافة على المنتوج الكتابي الذي يتم تدويره في اتجاهات مغلقة بين الكاتب والقارئ. الاقتصاد الرمزي هو اقتصاد مغلق في أطرافه، حيث لا يتدخل غير الكاتب والقارئ في تحديد معدلات النمو للمنتوج الكتابي، أما دور النشر، ووسائل الدعاية، والمنصات التي تبزر هذا العمل كالجوائز ونقاط البيع والمعارض ونحوها؛ فهي ملحقات على الأصل الذي هو الخيط البلور بين الفكرة وانعكاسها بين مرمي الكاتب والقارئ. الحاسم في اقتصاد الكتابة هو ما  يرشح عن النص المكتوب من آر

ترقية الاهتمامات

صورة
Photo by  Joshua Rawson-Harris  on  Unsplash أول ما يلزم من يريد أن يكون كاتبا؛ أن يرتفع بأفق اهتماماته إلى حيث يحترم عقل نفسه وعقل المتلقي معه . كانت الفكرة عبر الحقب الزمنية؛ أن الشاعر ملهم بقوة إلهية، وأن صاحب الفكر إنما يستقبل الإشارات الخفية المبثوثة في الكون؛ رسائل يريد الخالق من يحملها إلى خلقه .  إنها مهمة ما بعد الرسالات السماوية، بما يفتحه الله على قلب ذكي من مفاتيح الفهوم التي من خلالها يستبقي عروج الإنسان حتى ينكمش بساط الحياة عن وجه الأرض . ومع أن البعض قد يرفض هذه القولبة الأيدلوجية لمهمة الفكر، إلا أن فشل هذه المهمة في الارتقاء بالمتلقي ، كما هو حادث في يومنا هذا، تعيدنا إلى شد وثاق المهمة  " بالعلو "  تفاديا لمزيد من السقوط . الكاتب في القضايا الاجتماعية اليوم، اضطر وتحت ضغط التفاهة الاجتماعية على صفحات الويب مثلا -  أن يتنازل في لغة خطابه الفكري واللغوي ليصبح لاهيا لاغيا عابثا، مسايرة للهو واللغو والعبث الطافح في الاجتماعية الإلكترونية ! وقد كان حريا بهذا الكاتب أن يترك ميدان كتابته بهزيمة شريفة، بدلا عن نصر مدنس ! متابعة قضايا المجتمع والحياة دون

المستكتَب/ ما قبل-الكاتب

صورة
Photo by  Steve Johnson  on  Unsplash في الإنترنت ثورة كتابة !  لا مجال للمفاضلة على هذه الحال، فكل داخل وخارج ومبحِر على الويب يحار ويغور بين كمٍّ من الكلمات الذي لم يخدشه – ولو قليلا -  مزاحمة المحتوى المرئي والمسموع، بل إن منصة يوتيوب الأشهر في المحتوى المرئي، تضع أيقونة  ( النص )  تحت الفيديو لمن يريد قراءة النص المكتوب بهدف التغلب على مشكلة سمعية، أو لمن يريد التحكم في النص عبر الترجمة ونحو ذلك .  أي أن الكتابة والمكتوب ما يزالان سيِّدا التأثير في المتلقي، وهذا وحده كاف لمن يقول بأن زمن الكتابة والقراءة قد انتهى ! ولكن من جهة أخرى، فإننا أمام إشكالية حول مفهوم  " الكاتب "  المترنح عشوائيا على الويب .  فكل من يترك كلمات يسيرات على الويب الاجتماعي يكتب في تعريفه : " كاتبا "!  هذا قد يكون مقبولا لو جعلنا معنى الكتابة على أصلها المعجمي ما هو خلاف  " الأمية " ، ولكن في مستوى الحرفية الكتابية، فمن المؤكد أن ليس كل من يكتب وينشر وله متابعون؛ هو بالنتيجة كاتب . الكاتب – كان وسيظل -  هو من يحمل  " همًّا "  تجاه موقفه من الحياة، أو من لديه  "