المشاركات

عرض المشاركات من 2018

تسع وعشرون وليلة(1)

تسع وعشرون وليلة  (1) إننا نستعجل الزمن على نفسه!  متى يأتي رمضان.. متى تدخل العشر.. متى ينتهي رمضان.. متى يأتي العيد!  الزمن متأخر جدا عن أمانينا؟! الأمنية هي مفاجأة الزمن  في نفسه! فمتى نتوقف عن كسر إرادة الزمن عبر أمنياتنا؟! ******** #تسع_و_عشرون_و_ليلة رمضان 2018

سلسلة الكتابة والمرأة (1) اشتعال المطبخ

صورة
سلسلة الكتابة والمرأة (1) اشتعال المطبخ في مخيلة كل امرأة مطبخها الخاص الذي تجهز فيه ما يتناوله "الغير"، بحسب رغبتهم هم، وطريقتها هي،  في خضم واحد منسجم ومتواصل. ترتيب أدوات الطبخ، قياسات المقادير الصحيحة، الصبر على النضج دون  الاحتراق، الحاسة الشديدة لتذوق ما ضاع من الأكلة ما بين عشية وضحاها؛ كلها محاكيات ما يتم في وجدان المرأة من تناول الفكرة، وإيقادها بالكلمة، وإطلاقها في العاطفة!  إنه عالم من الزمن الذائب في الأنثوية ، هذا بالضبط كل ما تحتاجه المرأة لتكون كاتبة/طاهية ماهرة. الكتابة بالنسبة للمرأة وصفتها السحرية تقدمها للعقول التي ترفض أن تراها بغير أصابع محمرة من أثر العجن والخبز والنار. الدفء الذي يشع بين كلمات الكاتبة إنما يجتمع من طريقتها الهادئة في تناول مكونات أفكارها ومشاعرهأ، صوت المرأة الداخلي لا يصح وضعه في مقارنة مع مقارعة السيوف أو استخراج النفط! إنه الاندماج السائح بين مهارة "التكوين" المتدفقة، وعواطف "الحُنو" في أن يكون كل ما تقدمه شهيا، طازجا، يستقر في الأرواح كما في الأجساد. الكتابة عندما تصبح امتيازا للمرأة هي ن

ما بعد الأخير (2) في فصول الحب

صورة
ما بعد الأخير (2) في فصول الحب النوايا  التي تعاكسنا ونحن نحِب، ما تلبث أن تخلص من عفويتها لتشيد مدرسة فكرية كاملة المناهج والمعلمين ونحن طلابها.  إننا لا نحب براءة قلوبنا، إنما نجهد عقولنا في تقبل نموذج الآخر الذي هو  بالضرورة مخالف لما نحن عليه. أحبك، ليس لأني لا أملك من أمري شيئا، فقد أسلمتك كل شأني لحظة اخترت الحب لقمة حياة، وإنما أجدني في احتراز مستمر لئلا أمتلك منك شيئا يلوح لك أني أفرضني عليك، لذلك أقول احبك: أي انتبه لي، وحسب! تعلو أمامي السياقات توغلنا فيها معا، كأفلام الحركة الصَّخب فيها أكثر من الجدوى، ثم تنتهي بالهزيمة المنطقية!

ما بعد الخاتمة (1) في فصول الحب

صورة
ما بعد الخاتمة (1) في فصول الحب كان ملائما لنا أن نجترَّ الماضي ما دمنا في توجّسٍ من أن يتراكم  لنا حاضر. "معًا" كمشَّاءٍ وقنديله يصير للمآسي حرزًا من أن تنقضي. إنه لمن البشاعة بمكان، أن أقترح لك تعريفا كي أحبك، فنحن نضل حين نصنع لأنفسنا ذاتا واحدة وحيدة، فكيف نمتلك أن نثبَّتَ أحلام العالم بدبوس. الحب بمنطق "المتداوَل" يشيح بقسماتي عن عينيك، ففي داخلي تصور مجنون من أنك قادم لتتلهّى بكشف وجوهي المتوارية منذ استقريت على أني امرأة. ليس من حقٍّ قبل أن تعترف بخوض المستحيل والعبث كي تحبني! إننا أصداء جنون ما فتأ يلمُّ جوانب التجربة الأولى للحب الأول في الزمن الذي لا يتوقف.  ********

ما لم يكن.. لو كان

صورة
منذ العلاقة الأولى مع الحرف الأول في الكلمة الأولى من أي سطر، يقف الكاتب على معضلة "خلق الاحتمالات"! ليس ثمة كتابة جاهزة منذ الفكرة الأولى، ولا إبداع حقيقي فيما يكون قالبا غير مخدوش بالمحاولات، ومن يظن أن الكاتب يكتب منذ أول فكرة تهزه فهو في اعتقاد باطل مع مهنة كل ما فيها أنها افتراضية قبل اختراع فضاء الافتراضية الشبكية. ومما يكون مساعدا على دفع سرعة توليد احتمالات الفكرة، هو اللعب على احتمالات اللغة في مفردات النص. فكل لفظ في أي لغة، له كينونة كلية وجوانية داخلية، تسمح للخيال أن ينشط حوله في متتابعات تحكمها مرونة اللغة وحيوية العقل. فبعض الألفاظ التي تصنف على أنها "أضداد" تحمل فلسفة الفناء والموت مما يجعل النص يتعثر ما بين البرهنة والخرافة وبعض الإيمان. أما الألفاظ التي ترضى بالترادف فيما بينها، فإن طبيعتها المتواضعة والمذهلة في الوقت ذاته تقتبس الأطر الرهيفة للأفكار المألوفة. وهكذا الألفاظ التي وضعت منذ مبدا أمرها لمعنى حافظت عليه رغم تطور اللغة وتعقيد حاجة الإنسان، وأيضا الألفاظ التي تحوّرت عن أصل قديم من لغات أخرى، مثل ما نجده من تشابه بين أصول مفردات

العفوية ..لم ينجح أحد

صورة
عندما نتكلم عن الكتابة كفعل لا وعيٍّ؛ فإننا نوظف مصطلحات تدور في حلقات علم النفس: كالعقل الباطن، الإلهام، الكشف، التبصر، الكمون، ذلك أن مثل هذه المفاهيم تطوي عنا مواجهة الكسل، أو التقليد، أو الجمود، أو اللا-كتابة! هذا الاسترواح بالهروب نشاط نفساني أيضا، قد نفضح مكائده في إخماد حس المسؤولية تجاه وظيفتنا الكتابية، أو أننا قد نستمرئ له أن يخدعنا، لأن الخديعة تكون لذيذة حين تكون غير مجهدة.  لكن لو كانت الكتابة فعل وعيٍّ أي إرادة متحققة، فإن ثمة حضور لصيغ التكلف والمشقة والطاقة. وباللعب باللغة يؤول منتهى الراحة إلى قصوى المشقة: كالاستلهام، والاستكشاف، والاستبصار، والاستكناه، زيادة الصيغة تعمّق ملمس الفعل القصدي لهذه الوظائف النفس-فكرية. هل من المهم أن "أتحضر" كي أكتب! الحقيقة أن الكتابة الأصيلة هي أن تلقي نفسك في اليمّ، ثم تغرق، ثم تصرخ، ثم لا تبتل! خذ الكتابة من نفسك عن آخرها، لا تتبع خارطة غير ما تفجره الكتابة أمامك من شجونها، لا تقل لفكرة صعبة سأكتب عنك حين تكونين أجمل! لأن جمالها في استحالة ضبطها بالكتابة. هذا الفعل المتهور بالاقتحمام على غير هداية، هو ما يترك &q

اقتصاديات الكتابة

صورة
ا قتصاديات الكتابة         يقيم الكاتب خلال عمله الكتابي نوعا من النظام الاقتصادي الذي يستجيب لمتطلبات لحظة الكتابة ذاتها. إن كل فكرة تنهز وعي الكاتب تنحدر عن أصل هو رأس مالها، هذا الأصل يمنحها وجودا دانيا وغير مثالي أيضا. لذا يلعب الكاتب على تناقضات الفكرة مع ذاتها، ويمنح أسهما مربِحة لعمليات المضاربة غير الشريفة بين الأقران في عقله لصالح واحدتها على الأخريات. التقابل بين ما هو كوني وغير كوني، بين ما هو مؤقت وعاجل، بين ما هو فعلي بالجهد وكامن بالقوة، يُنتِج فكرة العالم في ذاته المصغرة داخل الذات الكبرى التي هي الكاتب، حيث ما تلبث الصنعة أن تستقوى على مبدعها فور أن تمتلك أمرها بالجرأة والتعقيد. ثمة عملية "تدوير" أولية يلزم الكاتب فيها أن يضمن حصوله على معدل ضخ ثابت من المواد الأولية لأي نص يكتبه. لقد صيغت اللغة من معجزها "الاشتقاق"، والاشتقاق لم يكن من الهواء الذي زفرت اللغة في وجدان أهلها، وإنما من "الوحدات المصغرة" للفعل الكامن في الاسم، وللاسم القابل أن يكون فاعلا. إعادة خلق التضاريس في الخارطة المهترأة  لتبدو كما لو أن الأرض انشقت ل

كي أهدأ

صورة
هل يحتاج الكاتب أن يهدأ كي يكتب؟ أم أنه بحاجة أكثر للكتابة كي يهدِّئ العالم المجنون من حوله؟! إن عقدة الكاتب في كتابته تتمثل عندما يعجز عن فرض "لحظته/ لحظة الكتابة"على متطلبات الحياة، ومستلزمات الضجيج المفروض عليه.  إن الأمر مع الكتابة، وكل عمل إبداعي، هو الحرج الذي يتجشمه صاحبه في صراعات السيطرة على مساحة الوقت والصمت فيما بينه وبين الكيانات الحائم في مدارها، والمهووسة بدورها بفرض أنموذجها من التضييع. والهدوء والصمت والوقت، ليست اشتراطات الكتابة على الحقيقة، وإنما هي إلماحات ظرفية لواقع مفترض لا افتراضي يلتمسه الكاتب ليتمكن من التأمل، والاقتباس، والتأني. وشيئا من محاربة هذا التضييع، أن يؤمن الكاتب بمشروعه ككاتب ويعمل على فرضه على العالم، فالناس في كل زمان ومكان، هم أصحاب مشروعات تجارية أو فكرية أو عبثية! وإذا كان الكل يسارع لاقتناص فرصة المثول على مسرح الحياة ليقول ما لديه، فإن فعل الكاتب ليس تقديم عرض ترويجي ممتاز لمهاراته، وإنما أن يزيح نفسه ومنتوجه من المنافسة، لأن الدخول في المنافسة على الحق في الوجود، تعني أن ثمة باعث خفي هو ما يحرك الكتابة، غير الكتابة نف