المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢١

رمال غير "العربية"

صورة
  أنهيت كتابا مترجما، يعود زمن ترجمته إلى العام 1918، للكاتب والأديب المصري الأستاذ أحمد أمين. وأنهيت قبل مرحلة مبكرة كتابا مترجما للعام 2018، دون الحاجة إلى ذكر المترجم والناشر مع أهمية دار النشر التي صدر عنها الكتاب.  وتعالت هذه المرة الإجابة اليقينية حول إشكالية الترجمة ما بين السابق واللاحق! إن كلا الكتابين يسلكان في الفلسفة: تاريخها ومباحثها، وهذا يعني أن المقارنة تصح على كل الأصعدة، بما في ذلك المادة العلمية للكتابين، ولكننا نترك نقد المحتوى جانبا نظرا لأنه ليس من مجال معرفتنا.  في الكتاب المترجم من قبل الأستاذ أحمد أمين؛ ثمة ترجمة ممهورة بروح المترجم الذي قرأ الكتاب وأحبه، بل وعشقه، فأتت ترجمته وكأن الكتاب له قلبا وقالبا. وللذين يعترضون على تعقد العربية في زمن أقدم، فإنهم سيعجبون من سهولة اللغة مع بقائها ذات رونق وموسيقية عالية، على الرغم مما هو مشهور من أسلوب الأستاذ أحمد أمين وهو أحد رواد النهضة العربية في العصر الحديث.  إني أشعر بجفاف لغوي فاضح وأنا أقرأ مخرجات الترجمات اليوم، وخاصة في مباحث أدبية أو علمية تستحق أن تكتب بلغة أنيقة كي ترسخ من حب اللغة في نفوس القراء المحدَثين.

وفاء للشتاء (11) أكون حيث تكون

صورة
  وفاء للشتاء (11) أكون حيث تكون عندما يشتد الشتاء تأخذ روحي عزيمة نافذة بأنها ترفض أن تفوت الوجود . إذ ستمكث، غير قليل، لعبة " هل أنا موجود؟ " ، تؤكد أولويتها في الفناء الفاجر . دعنا لا ننسى أننا نعيش في ظنون بعضنا عوض قلوبنا ! أتخيلك هنا، وتخالني هناك .. أناديك من هناك، وتلقاني هنا .. أغلوطات وجودية يقتبسها الحب ليسترجع التجربة المملة : هل أنا موجودة فيك؟هل أنت موجود فيني؟ استخراج الصيغة التي يُملى فيها الحب لا تكتب بعدالة مطلقا . فهي تغفل الماضي المشحون بالغيرية، وتكتفي بأن تعلق بأيٍّ كان من سيولة اللحظة القاعدة بخجل داخلنا . كيف لا أحبك بماضيي؟ وكيف لا تحبني بماضيك؟ قصتنا يجب أن تكون مؤلفة من مشكلات لم تحلّ، فأتينا في موقف الحب إما لنرحّلها على زمن قادم، أو لنتواجه كيف كنا قبلها؟ إنه الهروب عبر بوابة الحب لنسافر أبعد من أنفسنا، فلعل في الحب بُعدا لا يطالبنا بخوض الجدل حول حقنا في الوجود .