وفاء للشتاء (11) أكون حيث تكون

 



وفاء للشتاء

(11)

أكون حيث تكون


عندما يشتد الشتاء تأخذ روحي عزيمة نافذة بأنها ترفض أن تفوت الوجود. إذ ستمكث، غير قليل، لعبة "هل أنا موجود؟"، تؤكد أولويتها في الفناء الفاجر. دعنا لا ننسى أننا نعيش في ظنون بعضنا عوض قلوبنا! أتخيلك هنا، وتخالني هناك.. أناديك من هناك، وتلقاني هنا.. أغلوطات وجودية يقتبسها الحب ليسترجع التجربة المملة: هل أنا موجودة فيك؟هل أنت موجود فيني؟

استخراج الصيغة التي يُملى فيها الحب لا تكتب بعدالة مطلقا. فهي تغفل الماضي المشحون بالغيرية، وتكتفي بأن تعلق بأيٍّ كان من سيولة اللحظة القاعدة بخجل داخلنا.

كيف لا أحبك بماضيي؟ وكيف لا تحبني بماضيك؟ قصتنا يجب أن تكون مؤلفة من مشكلات لم تحلّ، فأتينا في موقف الحب إما لنرحّلها على زمن قادم، أو لنتواجه كيف كنا قبلها؟ إنه الهروب عبر بوابة الحب لنسافر أبعد من أنفسنا، فلعل في الحب بُعدا لا يطالبنا بخوض الجدل حول حقنا في الوجود.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )