المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢١

الحب دون توقف (3)

صورة
  Photo by Evie S. on Unsplash ما دمنا قد جعلنا فورة الوعي مستخلصا من عيش الحب الأصيل، فهل يصح أن ندرج الحب - حينئذ- على أنه قضية فكرية بحتة؟ هذا يعتمد ومقصودنا بالفكر/ التفكير، وكيف سنطبقه على دراسة الحب. فإذا كنا سنوظف معايير فلسفات العلوم والفنون المختلفة في تشريح الحب فلن نتوصل إلى أي نتيجة بحال! وسيخرج الحب دوما منتصرا، مثل لغز غير قابل للأدلجة ولا الفرضية.  ولكن لو نظرنا إلى الحب من داخل الحب، فإن طاقات من الفهوم ستنفتح لنا، تتناول إدراكات تتعلق : بالقلب، والنفس، والحياة ، وحتى الكون، إذا سنلحظ في الحب هندسة داخلية فائقة.  إن المؤلفات التي عرضت للحب - منذ ما قبل الميلاد وحتى يومنا هذا- ما تزال تحظى بالتفضيل في اختيارات القارئ/ الإنسان، لأنها تعالج جانبا مسيسا بنا جميعا، وهو إلى ذلك سيظل كالأرض البكر التي تفتح غيبها لكل عاشق يرتادها ويريدها.  الكتابة في الحب حفاوة وجمال، فلن تكتب في الحب من دون شعور غامر بالفرح ، ولا تأتيك فنون التعبير في الحب إلا وأنت  تسرّك عذاباته، وإن من أخبار الحب والمحبّين وقصص العشاق مما دخل حيز الروايات المتواتراة وقد انبطقت عليه المعايير العلمية في قبول ا

الحب دون توقف (2)

صورة
  Photo by  nichiiro  on  Unsplash يشار للحب على أنه ارتباط عاطفي تفريدا له عن أنواع الارتباطات التي تأتي العاطفة فيها تاليا لعقد من نوع ما نعيشه في علاقاتنا.  والمفارقة في الحب تكمن؛ في أن فكرة"الربط" تقتل الحب وتحيله عدو أهله. إن الحرية حبيبة الحب الألية، وكلما استقر الحب في نفسه تراه يبحث عن حرية مكينة تتيح له أن يبسط سطوته أنحاء الوجدان في المحبّين.  والحرية التي تثبت وجود الحب؛ هي الاستسلام بفتح مسارب الوعي ليعيد الحب غربلة المكنون  من الأفكار والتصورات والعادات، حتى ليستوعب ذاتنا الكلية.  لا يدخل الحب النَّفْس ليتركها على ما هي عليه. لقد أتى لأنه قد آن لها أن تتحقق من  خلق جديد في الروح ثم المصير. والاتجاهات التي تؤكد على أن مراجعة الذات هي أولى خطوات الوعي، تأتي متأخرة جدا عن الأثر الفعّال للحب نحو إحداث نقلة في الوعي الإنساني كله.  الحب نصير الأطروحات غير المتكررة، إنه لا يقبل تعدد النسخ. لذا لا يخشى صاحب الحب من أنه يعيد معارف قد سُبِق إليها، ولا أنه يخوض عتبات قد أمست بالية، فالتشابه مهما بدا غالبا على قصص الحب غير أن خصيصة الوعي المستقاد من عيش حكاية الحب هو ما يم

الحب دون توقف (1)

صورة
   Photo by Pierre Châtel-Innocenti on Unsplash ليس من تعريف للحب بالمعنى المعجمي؛ هذا مما انتهى إليه الجميع. ولكن هل من معنى لخوض تجربة حب بالمعنى الإنساني؟!  كل إنسان خاض في الحب فله الحق في تقديم مفهومه الخاص عنه. ولعل السؤال وراء كشف مذاق هذا اللغزيكمن في أن يسأل كل محِب  - سابق أو حالي- : كيف تشعر وأنت في حكاية حب؟ الألفاظ التي نشعر بها نرسم خيالا فيها ونشيد احتمالات حولها وننسجها قصصا مسلية ونترك لها حرية أن تفرض علينا أسئلتها- هذه الألفاظ حقها أن تخرج من المعجم اللغوي لتوضع في قاموس التجربة الإنسانية.  ماذا لو أننا جمعنا ألفاظ خبراتنا وتجاربنا وصغنا منها مصنفا مفردا بحيث يأتي أسفل كل لفظ حكاية نفسه عن نفسه! شتان ما بين الحلًم الحب، والتفكير بالحب ..وعيش الحب! كل ما هو خارج التجربة/ الذوق/ الوجد فهو من اشتداد المراهقة، لأن كل تجربة نعيشها في أفكارنا ومشاعرنا من شأنها أن تفرض نضجا نتعرف به الأطوار الخفية من اكتمالنا، هذا لو كانت تجربة أصيلة بحق.  ليس من محفزًّات للحب، إنما المحفزات للجسد حين يظن أنه يحب. إننا لا نستحضر الحب، بل يأتي وحده. نعم، لا بد وأن نكون في طور الاستعداد لاست

خطيئة أن نكتب

صورة
   Photo by Edwin Chen on Unsplash خطيئة أن نكتب صراحة؛ لقد مارست خطيئة الكاتب؟ هل تعلمون ماهي خطيئة الكاتب؟ ! إن كل كاتب قد مرن في أسلوبه وأفكاره على مستوى يتوافق وطبيعته . والطبيعة - هنا - ليست محض الطرائق الوجدانية في التعبير، بل هي ما محصله من تراكم ية خبرات الحياة، حتى لقد صار بفعل الكينونة خصيصة في كل من " الرؤية " و ! “ اللغة " مما يقدمه الكاتب في سطوره . ركز جيدا : الكاتب هو مركب كمال من عنصرين هما : الرؤية واللغة . وفي ظروف طارئة، و ل أجل هاجس الرغبة في أن يتعرفه الآخرون، يستجيز الكاتب لنفسه أن ينحدر عن الأفق العالي خاصته في كل من الرؤية واللغة – أو أحدهما – فيكتب ليصل إلى الناس، على نية تأويلية بأن ه سيعاود الصعود إلى أفقه المختار لحظة يستوفي حقه من القارئ المحتمل الذي يقبل أن يحلق معه م ج ددا – متى ما استفاق -. ولكن ما الذي يحدث على أرض الممارسة الكتابية؟ ب ج ملة واحدة : ي خ سر الكاتب نفسه تماما ، حتى وإن كسب بعض القراء ! وأمام صدمة الخسارة يبحث الكاتب محم و ما عن ذاته الكتابية التي قد جفت تحت غلالة الطموح السريع، فلا يجد " الكاتب ذا ا