الحب دون توقف (3)

 



Photo by Evie S. on Unsplash


ما دمنا قد جعلنا فورة الوعي مستخلصا من عيش الحب الأصيل، فهل يصح أن ندرج الحب - حينئذ- على أنه قضية فكرية بحتة؟

هذا يعتمد ومقصودنا بالفكر/ التفكير، وكيف سنطبقه على دراسة الحب. فإذا كنا سنوظف معايير فلسفات العلوم والفنون المختلفة في تشريح الحب فلن نتوصل إلى أي نتيجة بحال! وسيخرج الحب دوما منتصرا، مثل لغز غير قابل للأدلجة ولا الفرضية. 

ولكن لو نظرنا إلى الحب من داخل الحب، فإن طاقات من الفهوم ستنفتح لنا، تتناول إدراكات تتعلق : بالقلب، والنفس، والحياة ، وحتى الكون، إذا سنلحظ في الحب هندسة داخلية فائقة. 

إن المؤلفات التي عرضت للحب - منذ ما قبل الميلاد وحتى يومنا هذا- ما تزال تحظى بالتفضيل في اختيارات القارئ/ الإنسان، لأنها تعالج جانبا مسيسا بنا جميعا، وهو إلى ذلك سيظل كالأرض البكر التي تفتح غيبها لكل عاشق يرتادها ويريدها. 

الكتابة في الحب حفاوة وجمال، فلن تكتب في الحب من دون شعور غامر بالفرح ، ولا تأتيك فنون التعبير في الحب إلا وأنت  تسرّك عذاباته، وإن من أخبار الحب والمحبّين وقصص العشاق مما دخل حيز الروايات المتواتراة وقد انبطقت عليه المعايير العلمية في قبول الرواية التاريخية، وقد صارت استشهادات في دراسة علم الإنسان. 

على الذين يكتبون ففي يالحب أن  يعلموا أن  كتاباتهم  لن تؤول وحيدة، لا من قلب عاشق يتأسى بذات المصير، ولا من عقل بحاثة يكتشف الإنسان من داخل الإنسان. 

فالحب إنسان لم يولد بعد، وإن كان قد وزّع مورثاته على العالمين.

------------

يتبع..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )