خطيئة أن نكتب

 


 Photo by Edwin Chen on Unsplash

خطيئة أن نكتب


صراحة؛ لقد مارست خطيئة الكاتب؟

هل تعلمون ماهي خطيئة الكاتب؟!

إن كل كاتب قد مرن في أسلوبه وأفكاره على مستوى يتوافق وطبيعته. والطبيعة -هنا- ليست محض الطرائق الوجدانية في التعبير، بل هي ما محصله من تراكمية خبرات الحياة، حتى لقد صار بفعل الكينونة خصيصة في كل من "الرؤية" و! “اللغة" مما يقدمه الكاتب في سطوره. ركز جيدا: الكاتب هو مركب كمال من عنصرين هما : الرؤية واللغة.

وفي ظروف طارئة، ولأجل هاجس الرغبة في أن يتعرفه الآخرون، يستجيز الكاتب لنفسه أن ينحدر عن الأفق العالي خاصته في كل من الرؤية واللغة – أو أحدهما – فيكتب ليصل إلى الناس، على نية تأويلية بأنه سيعاود الصعود إلى أفقه المختار لحظة يستوفي حقه من القارئ المحتمل الذي يقبل أن يحلق معه مجددا – متى ما استفاق-.

ولكن ما الذي يحدث على أرض الممارسة الكتابية؟ بجملة واحدة: يخسر الكاتب نفسه تماما ، حتى وإن كسب بعض القراء!

وأمام صدمة الخسارة يبحث الكاتب محموما عن ذاته الكتابية التي قد جفت تحت غلالة الطموح السريع، فلا يجد "الكاتب ذا الرؤية واللغة" داخله،إنما أحدبا شديد الشبه بقصة أحدب نوتردام، والذي أراد أن يُفهم الناس أن الفضيلة في الإنسان، وما فهموا!

الفضيلة في الكاتب كونه كاتبا وكفى، إذ ليس من المفترض أن ينشغل بهمِّ البرهنة على أحقية وجوده ونيل الاعتبار من السياق العام، فالأمة التي لا تحترم كاتبها هي آيلة للنسيان حين تتسق الأقطاب على دائرة الحضارة الإنسانية.

وعودة للكاتب المحزون على ما فارق من نفسه، فإن استئناف العروج قد يبدو مستحيلا، إلا أن الاستدراك لفكرة الخلود التي أخرجت الكاتب أول مرة- تساعده على يستعيد النصح لكتابته شريطة أن يضع هذه المرة عهدا أمام ذاته : ألا يحب أحدا أكثر من كتابته.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )