المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

وفاء للشتاء(10)/ سكون البراءة

صورة
  وفاءً للشتاء (10) سكون البراءة وكنتُ كلما خلت منك حياتي ملأتها بضجيج لا حسّ فيه . أتراه اعترافا بأن لا أحد إلا الحب يملك أن يشغل الحيز ما بين المزدحم ! يغدو الأمر كالواحة يغرق فيها العربي كلما أنّ عليه الفراغ، فراغ فارغا من أحلامه، لا ينزع عنه حبًّا إلا ليذكره حبا جديدا . الأجواء تعبق بهواجس البعد والفراق، لعل الزمن قد تفرغ لنا بكليته ليوفر فرصا من العَود والبدء . تكرار نادر لا يقدمه إلا لمن يعشقون بجنون . اعتدتَّ على أن يكون " وضعك حساسا” ! وهذا يضيق المدخل للحب . ولكني أعجب من الأقدار حين تختار ما هو حرج لتملأه بما هو أكثر حرجا ! أليس في ذلك علامة على أن الصعب اختراع العجز، لا إرادة الربّ؟ ! ما أدرك؛ هو أن القلوب تتسع حين تضيق المسافات، وإذ يضطرنا الاضطرار إلى أن نضر أنفسنا عوض أن نربح لها . ابق حولي في أمكنة روحي، فلا تبلغ منا الوحشة غايتها إلا عندما نلفي إلهامنا في حبنا ساكن .

وفاء للشتاء (9)/ غارمٌ في الحب

صورة
وفاءً للشّتاء (9) غارمٌ في الحب ألا يستحق الغارم ما لأجله غرم ! لقد غرمت قلبي إذ أرهقته بالأمانيّ، حتى استفزه الضنى فعاد بذاكرة متلاشية . ألا يستحق الغارم ما لأجله غرم ! وأنا غرمت قلبي إذ أرهقته أمانيّ، فاستفزه الضنىك حتى عاد بذاكرة متلاشية . أزعجكَ أن ترى من يرقب خطواتك، فالحب أقول لك : إنك ما زلت طفلا يعثر في خفاياه ! إننا ننضج حين لا نلقي خوفا لما هو يائس من أحلامنا . قطنتُ أن الحكمة وإن كانت " منك " غير أنها ليست " لك " ، فالمكابرة على الاعتراف بسورة العشق في قلبك - قد حرفت قياس الفطنة من وعيك، فلم تنتفع بما أنت به عالم . " حبنا " مؤنث في جمع الأيام، ومذكر في ذكرياتها، فهو حاضر في لحظته؛ لأنه مغدق في أصالته . ولأني بقلبك أحببتك؛ أجدني في تطواف الظن وتلجلج الحقيقة، لا أعرف على سكونٍ حتى أفر منه على وَجل ! وما أعجل الحب على نفسه بشيء قدر أن يتردد في رشده " أهلُه ".  

وفاء للشتاء(8)/ لأننا محاربون

صورة
  وفاءً للشّتاء (8) لأننا محارِبون كم تُنقص الحربُ من الحب ! حرب العشاق تجوِّز مصالحتهم، أما الداخلون على الشؤون، ففيهم الشجون، أي الفراق . لم أقلق يوما من أن لا نتفق، إذ سيظل في حبنا ما يلهمه أن يفتح الصفحات نقية بلا خطايا . لكن ذاك الذي يطِل من بين الشقوق، قد أعيا القصور دفعه، فكيف بالقلوب وهي ذات تقلّب ! ثِق بأني لا أستمع فيك لأحد، فلا تؤاخذني أنت بأهواء كل أحد . إنّ عهدا قطعته الأرواح قبل التشكّل، لا يصح أن تناله خدوش الكهوف، سكنها الماضي والخفاش . أحبكَ على كلمتي، فأحبني أنت أيضا على كلمتي، إذ كلماتي هي صدقي الفاضل وسط كذب العابرين .

وفاء للشتاء (7)/ حبّ العمر

صورة
  وفاءً للشّتاء (7) حبُّ العُمر وهكذا تنسل المكانة من هويتنا، فيهولنا أن ما عشنا عليه كان ظنا من الظنون السيئة ! إذ ذاك نحشم خطواتنا عن مزيد التطلع، وتولّي وجهة قلوبنا، حيث الحب اعتقدنا فيه الشَّر إلى أن انكسر فينا، وابتعد عنا . ليته بقي ! كان الحقيقة الوحيدة التي تملك أن تحفظ عزة أيامنا حين لهى عنا واشتغل كلُّ بحياته . وأمسيتُ أنا فيك - الآن – صراع الشتاء في لياليه العرجاء، يغالب ربيعا يُنظره الرحيل، وينذره بدرس الزمن : أن ما خلّفنا لن يُسترد، وأن ما أضعنا لن يُعاد، وأن الحبَّ دُولٌ إذا دالت لا تقوم ثانية . فدعنا لا نبذِّر الأنفاس الأخيرة في تردد الأيام الأولى .

وفاء للشتاء (6) تشكرني وأشكرك

صورة
  و فاءً للشّتاء (6) تشكرني وأشكرك وكل شتاء، يستحكم توحيد الحب في قلبينا . فلا كالزمن يطول في الحب حتى ليألفه شغله الشاغل، ووظيفة نفسه من نفسه . وإذ يبرع العاكف في فتل جميل الوِرد- يعلق المحِب في مواساة الأيام أن لم يكن له فيها حبيب . أتراني أخفف لوعة اختفائنا عن عين الزمن دهرا ! ؟ كم أود لو أنعم معك بما أستروح به من نفسي : خلوة، وأنسا ، ومدى . وكأنما للعشق فلتات تحرِج أقدارنا، فتقدم قلوبنا استعراض الصبر والمشقة ف يوهن الحظ من عنفوانه . فقد تأكد أن ما بنا اجتماع الغيب على أصله ، لذا فإن أحوالنا لطائف دون أسباب، وحكمة يلوها تنوير يعلوهما الحب، وما كنت أبغي لشأني قبل أن ألقاك إلا أن يكون على الحب واللطف والحكمة، فكيف أنك أتيت جامع كلهم في كلّك وكلّي .

وفاء للشتاء (5)/ بروحَيْن وخاطرٍ واحد

صورة
  وفاءً للشّـتاء ( 5 ) بِروحَين وخاطر ٍ واحد علمتُ أن الأمور قد شرعت تخرج عن المعتاد ، إذ لم يبق من خفايا عن كلينا من كلينا ! أصحو بك، وتصِحُّ بي .. أدور حولك، وترتدّ فيني .. لا أكتُمكَ سرًّا، وتتكلم بي متى ما شئت . إراداتنا لم تصارعنا، إنما هو ما يجول في خاطرنا المشترك، حيث يتحول الهدوء مريرا، والوجع يحول لذيذا . أوجاع أرواحنا تزورنا إذ نكذِّب من شأننا ما انعقد في أقدارنا؛ أننا أتينا إلى هنا لكي نح ِ ب : أحبك وتحبني، فلو غادرنا الدنيا قبل أن نتم حقيقتينا؛ فإن دَورًا من العذاب غير المنقضي سيستمر في أرواحنا إذ نحن لا نعلم، ولكن نشعر ! تماما، كما أننا الآن – أنا وأنت - نعلم، ولكن لا نشعر، أو ننكر أن نشعر . في البدايات تسود الدهشة، فكل انفعال هو سؤال . وحين تزيد الأيام من عجلتها تارة، ومن تأخيرها تارات، نكون قد انهمكنا في استعارة ملامحنا . فأصير أنت، وتصبح أنا، ويستقر كل همّنا المتتابع، أن نتبيّن من أنا، ومن أنت : حين نتكلم، وحين نفكر، وحين نشعر .

وفاء للشتاء (4)/ خوف بليل قديم

صورة
  وفاءً للشّـتاء (4) خوفٌ بليلٍ قديم اعذرني، لقد زدت عليك خوفك من حبي !  تشابهنا في " قديم " صامت فينا حتى اليوم . دعنا لا نجاوز أرواحنا، فالله الذي قدَّر وهدى، قد نقلنا - هِبَةً - من وحدتنا المنفصلة قبل أن نلتقي، إلى حيث اتحدنا مذ تعارفنا . لكن لا تعالج الصمت بالغضب ! فكلاهما يلتمعان بالبُعد . إذ أقدم عليك كل يوم، فلأني أريدك أن لا تكتشف أنك تضيع من ذاتك ! ما زلت هناك لم تكتمل في صرختك الأولى، تعبث بضفائر الزمن، يستقر فيك حلمه وواقعه . وها قد نضجت اليوم بديع نفسك،تقيس بك كل غيرك، فلا تحرّك فيني حزنا أني لست من أسباب اتزانك، فما يدرينا - لعلي لم أحضر لتظل فيما أنت فيه، لعلي أختص بما ستقدم عليه من سعدك وسعادتك،تلك السعادة التي لم أغتبط روحها قبل أن أغامر في عينيك . شتاء وراء شتاء، عينان مغروزتان في مدامع الأمل والحلم، كالغِيد تخضر كلما زارها الماء .

وفاءً للشتاء (3)/ لعبة أمّ وطفل

صورة
  وفاءً للشّـتاء (3) لعبة أمٍّ وطفل الحرمان من بقائنا حدًّا بحد؛ أتاح لقلبي أن يحبك بأكثر من عاطفة . الأزمنة المحفوظة فينا منذ الميلاد تنمو بزهوٍ، حتى لتمرح بوسعٍ في حبنا . آتيك " أمًّا " تعكز على غير ما طفل، وتركض إليّ " طفلا " عتيقا في أمّ . أن يتعزز العشق بالأمومة؛ يعني أن " الشأن " قد تركنا، فقد صرنا أكبر منه . إنه الأمان أن أجدك وقت أريدك، وأن تعثر عليّ فور بحثك عني . ولكن الغنيمة في من حالنا في حالنا؛ أن أستمر أطاردك، وتستمر تهرب، ويستمر الشتاء بيننا بلا مطر ولا ثلج .

وفاء للشتاء (2)/ فلأني أريد أن أعرف

صورة
  وفاءً للشّـتاء (2) فلأني أريد أن أعرف ليس من عدالة النور أن نغيب عن استجواب أرواحنا - كلينا - حول دور كل منا في رحلة الحب هذه . حسنا، لم أعد أرتضي أن أصفها بقصة حب ! لأنها لم تنفض عراكها بعدُ من قلبي، ثم – وهو الأهم - لأننا لم ندرك ما أراه أصيلا في شعورنا تجاه أنفسنا، فيما نحن نقطع أنفسنا خلال عيش هذا الحب، حبنا . لعبتُ معك دور " المنقِذ " لك  من قدرك ! على أني لم أتخل عن عادتي في الهروب، إلا أني رسمتك على مبسم أيامي سيرورة تكشف لي عن مصيري . هل تراه اختلالا أن نحتفي بالحب على أنه انقضاء أجلنا، وختام مقعدنا في الآخرة ! صدّق أو لا تصدّق، فقد أردتك بهذا الجنون . أحببتك جدا، ولكنك ضلّلتني عن فهم الحب بدوراني حولك، فكانت الحيرة : هل أسعى إليك، أم أسعى إلى الحب؟ تمام الاتصال، عنى في اللحظة ذاتها، تمام الانفصال ! أنتَ روحي سُجِنت في داخلي، وإذ تحررتْ أتتْ على مثالك، ولكنها فيك من غير مستقبل؛ إن هي ماضٍ متألم، وحاضر غير متطلِع . وأتذكر في الشتاء الماضي، أني قد وصلت إلى التسليم بأني ما عدت قادرة على استرجاع نفسي منك، كما لم أعد أملك أن تركك لنفسك، وكفى .

وفاءً للشّـتاء (1) وقد آذيتُه

صورة
  وفاءً للشّـتاء (1) وقد آذيتُه أريد أن أكتب عن الشتاء .. وفاء للشتاء . شتاء فارقتُ  فيه من أحب، وشتاء عدتُّ  فيه لمن أحب . أحبُّ الشتاء لأنه يعرفني قدْ ْ ر الحب، فاليالي الباردة، والوحشة الصامتة، والهمس الوحيد؛ يعيدني إلى تقدير بعض ما كان في قصة حبي من دفء غزير لم أتمتع به طويلا . في الحب نبطر النعمة ! حقا، نتعلق بأوهن الخيوط، ثم نقطعها على أشد ما تكون انعقادا . كان الشتاء وسيلة القدر المفضلة لأن أدرك كم أفتقد الثقة فيما أنا عليه . كنت مرتابة على ما قد يكون عليه حبي، فالمرأة التي تزاوج في فكرها الأضداد : الحب والعنف، يصير فائقا عن حسبانها أن تعتقد بوجود حب من دون إيذاء . حسنا، بما أن الشتاء موسم الاعترافات، فإني أعترف بأني آ ذيته، آذيته مرارا، ففي كل مرة كنت أفضل الابتعاد لأترك له حيرة بحجم قلبينا معا، ثم أعود ! أواسي كبريائي بالقول : هو قد آذاني أولا، ولكني عدت لأجله ! ؟ لا يفي نموذج واحد للمرأة كي يحمل ما يثقل به خاطرها : أحلام نوم، وأحلام يقظة، ولكنها تملك الأحجية بأن تعيش فيهما معا . كيف نصل في الحب إلى حينٍ لا شيء نصنعه سوى أن نضطر بعضنا البعض