المشاركات

عرض المشاركات من 2024

مقالات في الطاقة/ توأم الشعلة (الأخير)

صورة
  لا أجد حاجة لمزيد الخوض في أطروحة الطاقة المسماة بتوأم الشعلة أو توأم الروح أو توأم النفس. وأحيل كل من يريد التشافي من هذا الداء أن يعود إلى كتاب ابن القيم الجوزية/ الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، فقد خصص هذا الكتاب لمعالجة كل ما يتعلق بالعشق وأضراره.  ولكن خلاصة ما أود أن اختم بهذه المداخلات الموجزة، هو الإقرار بأن هذا النوع من الحب هو بالضبط العشق المحرم! وسبب هذا التحريم هو كل ما يدور فيه من قصة وثنية، ثم ما ضمنه هذا العشق من تأويلات هندوسية أو غربية بعيدة كل البعد عن اشتراطات الحلال والحرام والعلاقة السليمة بين الذكر والأنثى الموروث في تعاليم الإسلام. إنها كلها تأويلات ولا حقيقة تحتها، لأن هذا العشق هو وهم صنعه الخيال المريض المهووس بكل ما هو مفقود في واقعه، وتغلفه النقمة على القضاء والقدر، وهذا كله جالب للشيطان وما يلقيه في النفس من خواطر فاسدة تهلك العقل والقلب والدين والجسد.  إن المناعة التي تلزم الإنسان في الحياة تنصب على قوة "النّفس"، فالنفس القوية تنبذ من ذاتها ما من شأنه أن يجعلها تعيش حياة الوهم، أو تنساق إلى ترهات الأفكار. ولا سبيل إلى بناء النفس القوية

مقالات في الطاقة/ توأم الشعلة (4)

صورة
  تحدث أصحاب المعرفة عن الحب من عديد وجهات النظر، ما بين الدين وأدواء  الروح وأهل الأدب. وكان لكل طرح نافذته التي يظل منها على الحب بكونه نوع من الكَسْب في عمل الإنسان، يحسن منها ما لا يجاوز الحد مما يسبب تلف الدين والعقل والقلب. وإلى هنا، لنا أن نمتِّع أرواحنا بمخرجات عميقة لكيف تناول الحب كل فريق، عدا عن قصص العشاق أنفسهم. وإلى هنا، وعلى الرغم من السعي للحال الأكمل وهو العافية من شعواء الحب، غير أن الأمر ما يزال منضبطا وفق أن الحب: هو عاطفة تدور في إطار النزوع الإنساني الفطري.  لكن الداهية في الحب الطاقي، إنه أخرج الحب عن كونه عاطفة فطرية، ليجعله "عبادة" تصرف لغير الله، حتى لو كان حب البشر للبشر. ذلك أن الحب في شعائر الطاقة محاط بأساطير وطقوس وثنية، هدفها التخلي عن كل سمة لتوحيد الله سبحانه وتعالى، بزعم أن الحب الطاقي لو حصل بين توائم الروح أو الشعلة أو النفس -بحسب رأيهم- فهو متحرر من كل قيد وشرط يرضاه الدين أو العقل أو العرف المجتمعي، فلا حرج أن يكون هذا الحب الطاقي هو ستار للكبائر كالزنا، أو تفلّت من الإخلاص الذي يضبط الأمان في كل العلاقات الإنسانية، وخاصة العلاقة بين الر

Geek is not Geek

صورة
  هل يبدو العنوان مقلوبا على نفسه ومستغربا!؟ لم العجب، هذه هي حياة "المكرّسين" للنمط الواحد! إنه يشاهدون الأمور بلا عناية، ما دامت لا تقع في مجال اهتماهم. فلا بأس حينها لو كانت متضادة أو متكلفة أو ربما غير رصينة! في تفاد لوصف غير عقلانية، لأن التعقل لا يدخل مطلقا في فلسفة التكريس.  حضرت بالأمس ما يفترض أنها محاضرة أو ورشة عمل استمرت ما يقرب من خمس ساعات، حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أو ربما حتى أولى ساعات اليوم التالي، كما أرجو أن يجمِّل هذا الوصف حجم الكارثة التي أرهقت فيها كياني كله! ولكن كان  أول ما استوقفني هو تلك الفكرة المقيتة التي التصقت بنا منذ الطفولة: بأن من يريد شيئا عليه أن يضحي بكل شيء لأجله! عليه أن يسخر كل قواه له؟ عليه - وبكل ما في المصطلح الديني المسيحي من مقصود - أن يكرِّس نفسه له؟! التبجيل من صورة "المهووس" في مجال العلم والأدب، والإبداع عامة في كل المجالات، قد ابتنت يقينا كارها لوجهه الآخر داخلنا: وهو أن التفوق والنبوغ لا يكون إلا مع الهوس بما نحن في خضمه؟ على الأقل هكذا قال لي أحد أسانذتي يوما: إنك لن تحصلي على الدرجة العلمية حتى تصبحي &q

مقالات في الطاقة/توأم الشعلة (3)

صورة
  ( 3 )   الممنوع والمحرّ م والمستحيل   الاستماع الصوتي:  https://youtu.be/S_5Fs1zRrl0 ---------------------------- تروج أطروحات الطاقة لتلك القصة الخيالية التي لا نلتقي فيها الحب الحقيقي سوى مرة واحدة في العمر. إلا أنها تعمق من التراجيديا حين تحيط هذه المرة اليتيمة بالمستحيل، ولأن المستحيل مرغوب في حسبان الإنسان، نرى الخدعة تكتمل، و جنون المغامرة يدك حصون العقل، ولا يعد المحِب "الطاقي" يرى سوى هذا الحبيب الممنوع والمحرم، والمستحيل.    القصة قديمة ومتداولة في أسطورة الحب في كل زمان ومكان: ملخصها أن العقبات بين المتحابين هي الثمن الذي يراوغ صدق الطلب لهذا الحب عند العاشق الفارس، والمعشوقة المنتظرة . ولكن كل قصص الحب – مهما أوغلت في الإيهام- تكون النهاية واحدة، وهي النهاية السعيدة، لأن قانون الفطرة والعقل: أن الصدق ينتصر مهما طال الكذب، والصدق هو مهر العروس دوما.    أما في قصص الحب الطاقي، فكل المستحيلات تجتمع لكي تقفل أبواب الرحمة على المتحابين، وفي غيمة السواد الحالك يأتي المدد الذي لا بد و معه العذابات عوض الرحمات، ليس لأنه يريد اختبار شجاعة الحب، وإنما لأنه الزيف المحض

مقالات في الطاقة/ توأم الشعلة (2)

صورة
  الحبّ الخاطريّ   (العشق، توأم الشعلة، توأم الروح)     الاستماع الصوتي: https://www.youtube.com/watch?v=L7yj4e06qPk&ab_channel=%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA -------------------------------------- الحب من أنبل ما خلق الله في قلب الإنسان من شعور. بل إنه التطهر لكل ما يعرض من ألم في الروح، أو انحراف عن سبيل الهداية، أو حتى شك في حكمة الوجود. ذلك أن أحق من عُبِد وأحق من دُعِي لرغب الإنسان ورهبه؛ هو بالأحق الأحق مَن ينصرف إليه كامل الحب بتمام التوحيد - وهو الحق سبحانه-.    ولأن لكل اختبار وجهان: حق وَ باطل ، صواب وَ خطأ ، فلاح وَ خسران ؛ فإن الحب كذلك مركَّبٌ فيه النقيضان من الخير والشر، والإنسان -وحده- الذي يرتضي أن يصطفي حبَّه ليكون من الأخيار، أو يهوي به قاع العذاب الدنيوي والأخروي معا.    ولهذا المنفَذ المحتمَل في الحب ما بين حق وَ باطل - استطالت أطروحات الغواية مرتعها في "روح الحب" مواكبة قصة الإنسان  مع قلبه، فنجد لكل حبٍّ نصيبه من كيد الفجار لينزعوه عن بسالته فيصير سببا للضلال والغم والحزن والضنك بأهله.    فيؤول الحب متلازمة لما يضيق بعد اتساع من حال الإنسان، و