المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

كوفيد المذكر، وكورونا المؤنثة

صورة
  Photo by Dhaya Eddine Bentaleb on Unsplash قد لا تعني هذه المقالة الكثير للكثيرين، ولكني ومن هم على شاكلتي، تقدم لنا تذكيرا بمرحلة فكرية شهدت تطاحنا بين "المذكر" و"المؤنث" على مستويات عدة: أدبية، ونقدية، ودراسات في البيولوجيا وعلوم النفس والاجتماع، ولا أعلم حقا هل استقر فيها الرأي على نهاية تصالحية، أم ما يزال المفهوم ملتبسا، ولم نستطع بعد أن نفهم المذكر والمؤنث؟! ومع هذا، فإنكم اليوم قد تجدون قربا مع هذا التضارب فيما يتداوله علم الطاقة وعلم التنمية البشرية من خصائص الذكورة والأنوثة المختلطة بين ما حقه أن يكون مذكرا، أو أن يصبح مؤنثا! وأظن أن علوم الطاقة  قد انتهت إلى أنه لا ذكورة ولا أنوثة، فالكل يسبح في كيان واحد، وهذا يعني أن المذاهب الفكرية، وخاصة أطروحات النقد الأدبي، قد فشلت فيما نجحت فيه خصائص الين واليانغ، ربما.  وما أستشفه هنا، هو الاختلاف في التسمية الرائجة للفيروس القاتل، فتارة نعتبره "كورونا" ونحن نطرب للنبرة الأنثوية التي تعيد لنا نقمة الأساطير القديمة ، من أن المرأة هي مركب الشر في هذا العالم، وأنها مصدر كل الأوبئة والزلازل والسحر الأسود ا

#تدوينات_صغيرة (2)

صورة
  Photo by Ben Wiens on Unsplash ا ستعمال المواهب لقصد التفريغ الوجداني وحسب !  فنحن لا نعرج على هذه المهارات إلا عندما نشعر بأننا نضل طريقنا في العالم الخارجي، وكأنها وسيلة هروب عوض المواجهة ودراسة الأخطاء . و لهذا ،ما زلنا نتحدث عن المهارات والمواهب تحت بند  "  الهوايات التي نقضي بها أوقات الفراغ !”. لقد تجاوزنا  تاريخ ً الضرورة، وما زلنا نقف حيث تركنا آخر مزارع وصناعي . الحياة الفاترة تمنعنا من أن نلقي ضوءا على ما بداخلنا .  ومسألة أننا ننضج في الصعوبة، باتت بحاجة لإعادة نظر .

#تدوينات_صغيرة (1)

صورة
  Photo by Kevin Borrill on Unsplash من روحك يأخذ الكون تجسده، فما تراه هو عاقبة ما ينطوي عليه خيالك . لا يكتسب العالم مشاهداته العديدة إلا عبر آرائنا التي ندلي بها حوله . وحين تتبدل الحقيقة بحسب نظرتنا لها؛ سنفقد أي قاعدة من " المشترَك " تمكننا من العيش جمعية متآلفة . ولعل الضرورات البدائية : المأكل، والموطن، والتكاثر؛ قد ترحّلت عبر الزمن لأنها المؤكدات الوحيدة لاستمرار الحياة . فما لم نعثر على " دلائل " بقدر أهميتها، سنظل ندور في ظروف الصراع، حيث لا " مطلق " نختاره أو نضطر إليه .

موظفة أم امرأة: إعادة التعريف

صورة
   Photo by Austrian National Library on Unsplash عندما نتحدث عن متطلبات سوق العمل، فإن من المفترض أن نعالج المهارات التي يطلبها سوق الأعمال محليا وعالميا، بحيث ندفع بالإنسان ليصير مؤهلا لما هو قادم من مستقبل الأيام في مجالات كسب العيش المستحدثة.  ولكن المشكلة أن هذا المفهوم: "متطلبات سوق العمل" آخذ منذ سنوات في مسح "الإنسان" ليضع مكانه "الموظف"، وربما "الريادي" تباعا.  ومع الحضور المتزايد للمرأة في ميادين لم تكن متاحة لها في الماضي القريب، تصبح علامة الاستفهام أكبر: هل يصح أن يتم كبت طبيعة المرأة في مقابل حضور اضطرارية الموظفة؟  إن أطروحة أن تتخصص المرأة في مجالات العمل التي تناسب طبيعتها، رغم صوابها، قد فقدت حضورها أمام حاجة سوق قد تجاوزت نفسها محليا وعالميا. وصارت مجالات الجديد من الأعمال في شراهة لدمج الأيدي العاملة بصرف النظر عن ظروف العمل أو طبيعة العامل.  وأمام الهرولة نحو التمكين للمرأة في مجال العمل، تتهاوى اعتبارات المرأة كينونة، وإنسانية، وطبيعة.  لماذا لا يتم إفراد مساحات من البحوث والأطروحات لمتابعة تطور وضع المرأة مع ما يعيشه المجتم

لا تريد أن تخسر ماضي الفكرة

صورة
   Photo by Christina Bodendorfer on Unsplash المذاق، من يكره أن يحتفظ بالمذاقات العتيقة للأحوال الماضية؟! لسنا في نوستالجيا الزمن الجميل، ولا التحسر على زمن الطيبين. لا، إنما في صدد أن نذكر أنفسنا: أن لا تنسى أنها كانت جيدة في تلك اللحظات الراحلة. ليس من اليسير أن يشعر الإنسان بنفسه جيدة، وأن كيانه موقّر بالاحترام، وأنه صاحب نوايا حسنة! فالتغيير في الطبيعة الإنسانية يخيف نفسها من نفسها. ثم تلك المطالبات المتراكبة عن ضرورة التغيير وحسنات التطوير وأن كل شيء يجب أن يصير مختلفا؛ كل ذلك الحث على تفتيق الجديد بات ينسينا من نحن ابتداء.  المبادئ والقيم لها روعتها في العقل والقلب، وعندما يجد الإنسان من يعنى بتربيته صغيرا، فإنه من الجحود أن نعتبر لحظات التصفيق ذات الحنين عارا نريد أن نتخلص منه!  لقد عشنا جلالة كلمة "عيب"، كما انتبهنا مبكرا لمفردات: الحياء، والسمعة، والهيبة، والشهامة، والكرم، والأنوثة!  فلماذا يكون أول ما نشب عنه هو ترك ذلك الماضي العفيف في مشاعره لنلحق حاضرا مسخا مستوردا بقبح! وهل ترانا نعول على مستقبل أزهى  لحاضر غير متوافق معنا!؟ الخطير في المسألة، أننا عندما نريد ا

المرفوض فينا

صورة
   Photo by Nicola Nuttall on Unsplash هناك ما نكتب عنه كي نهرب منه!  أماكن نتظاهر بزيارتها في صفحاتنا، نرسم خطوط العرض والطول، نحدد جغرافيتها البشرية والأرضية؛ كي نؤكد لأنفسنا بأننا لن نذهب إليها يوما؟! عديد مما ننشئ حوله المشاعر، إنما  هو موضع حرب في مخيلتنا. لأن الكاتب يؤمن ، ولو دون قصد الإيمان، بأن ثمة قوى فاعلة في عالم يلفه بالأسرار، ويطمعه على إنزال واقعه في سطوره.  القائلون بأن أفكارنا تملك سلطة أن تحرك العالم، هم متأخرون جدا عن ذهنية الكاتب: أنه وأفكاره أنداد للحياة، يتصرفون فيما سكتت عنه. البحث وراء "غير المحكي" فيما هو يمتلك قوة التأثير، أو ما نطلق عليه ما بين السطور/ ما في بطن الشاعر/ ما في وجدان الكاتب؛ هو القياس لمصداقية الكاتب في أن يعيش ما يكتبه، ولو مجازا. وبالتالي، فعندما يكتب عن وطن لا يريده، فهو يعيد أدلجة الخارطة الفكرية لنا حول ذلك الموضع، إن كان خيرا أو شرا.  ثمة أوطان هدمها الكتّاب، وأوطان أخرجوها من العدم، وأوطان تباكوا عليها ولم تطأها أقدامهم، هذا التفرد في جرأة الوصول إلى ما لم يصل إليه الإنسان، ليس دافع غزاة الفضاء، إنما أتى من كاتب جرّب أن يهرب، و

براحة أكثر مما هو لازم

صورة
  Photo by Nick Karvounis on Unsplash من المرجح أنك قد قيل لكم -ولو مرة في حياتك- : لقد ارتحت أكثر من اللازم! والسؤال: ما الذي يحدد ما هو لازم، أو ما ليس لازما فيما يتعلق بقدار راحتنا؟! لعل حساب مقدار التعب أو الجهد قد يساعدنا في أن نعترف بما إذا كنا قد ارتحنا أكثر مما نستحق.  في معيش كل منا نوع من التعب المتكلّف، ولكنه يصاحبنا ويقطع معنا سنوات، وسواء أكنا راضين أم ناقمين، وإن كنا نحن من اخترعناه أو أجبرنا عليه؛ ففي النهاية أننا في حال من التعب لشيء ما، أو بشيء ما. ليكن التعب بقصد التعلم، ليكن التعب بقصد التوظيف، ليكن التعب بقصد بناء العائلة؛ هذه غايات التعب، إلا أن شعور التعب يكمن في التأثر اليومي لرحلة "الانتظار" حتى تتحقق الغاية.  الانتظار، ذلك التعب الذي لازم البشرية ضريبة لأحلامها الكبيرة، وأمنياتها الضئيلة. لقد استهلكنا الانتظار ما لم يفعل أشد الفيروسات فتكا، وكما لم تؤديه على -أسوأ وجه -أخطر قنابل النووي، لأننا بإرادتنا نتخذ من الانتظار شريعة بقاء، لا تغفر التقصير ولا تتجاوز عن المسيء منا.  كل انتظار يستلزم الراحة أكثر من الراحة نفسها. فالانتظار يهدم كل سليم فينا ليجع

الكتابة بالأحجية

صورة
  Photo by Jason Leung on Unsplash العيش بالأحاجي ليس بغريب علينا، بل لعله يمثل شهوة العيش في ذاته . عندما بدأنا نفتح على فكرة أن اللغز فن من فنون العقل، وأن الذكاء يقاس بقدر ما تحلل المبهم ونفسره؛ بتنا أكثر خوفا من أن نفشل في رؤية حياتنا واضحة، وإلا لكانت فارغة ! إتقان الرقص على التدرجات مهارة مفيدة لفك أحجية العيش . ومن أمثلة التدرج أن نكتب الفكرة ومشكلها، ثم نعتبرهما معا رمزا للإيحاء بالمزيد من الأفكار . لنفرض أن مشكلتنا في الكتابة هي الكتابة نفسها، وأن هذه المشكلة من شأنها أن تنتج لنا قلقا، فتصبح حينها الكتابة مجالا لأن نقلق، وعندما نقلق نكتب ! ولكن ما شكل الكتابة بالأحجية؟ العبارات التي تخرج في لون الكتابة هذا هي انقلاب على ما هو مستقر . وبالمناسبة، فإننا لا نقصد أن ننقلب على الأفكار المألوفة، ولكن لو كان المألوف حقيقيا، فعلام ما نزال في حيرة من عدم استواء حياتنا على السلامة والهدوء والصواب؟ ! الكتابة بالإشكالية، أو سمها الأحجية، تروي غليل التمرد وتقدم سببا لكي نكتب، لأنها أكسبتنا الأسباب لكي نمارس العيش . في زمن قديم، كانت صورة الرجل الجالس في شرفة منزله، أو

الموت صديقي

صورة
  Photo by Christopher Burns on Unsplash هل ترى أن العنوان مزعج، ومفزع.. وغير جذاب؟! حسنا، لو كنت مشتغلا بالإبداع فإن هذا العنوان هو حقيقة بدهية عندك! عدا عن استقرار المفهوم القائل بأن موت المبدع هو بمثابة الشرارة التي تطلق كل أعماله ليتم تداولها كما لم يشهده في حياته. حيث ينتهي رحيل المبدع بمثابة قطعٍ لشابكة العلاقات النفعية التي كان من المرجح أنها تلعب دورا في الترويج لأعماله، وعندها تبرز القيمة الأصيلة للإبداع الحاكمة أمرها بأمرهما معا.  غير أن ما بنيت عليه فكرة هذه التدوينة؛ ما يتلبسني من شعور قوي عندما أقرأ كتب الراحلين بأنهم في الحقيقة حاضرون وبشكل يفوق حضورنا نحن الشاهدين! فالكاتب يفرض عليك حلوله حيا مباشرة عبر أفكاره ولغته، وما لم "تمت" أنت كذات مختلفة لحظة القراءة، فإنك لن تتواصل مع مكنونات الإبداع في العمل. إن هذه اللحظة الجامعة لإحياء الكاتب وموت القارئ -حقيقة ومجازا- تفصلنا عن المرحلة البعدية التي نظر إليها دريدا حين قرر نظرية موت المؤلف عبر بقاء نصه. لا تعلو فخامة الإبداع إلا مع اليقين بأن الموت إهداء الوجود لعقل المبدع الموهوب. فما لم نؤمن بموت فكرة لن تولد تالي