المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٧

كي نَــكتب ما لم يُكتَب بعد

صورة
تخيل أنك تجلس وسط عتمة كالصورة أدناه، ثم طُلِب منك أن تكتب أي شيء، فكم فكرة، وكلمة، وأطروحة سترهّل بها مخيلتك!؟ تخيل الآن أنك تجلس وسط بياض ساطع كالصورة التالية، ثم أردت أن تكتب؛ كم فكرة، وكلمة، وأطروحة مختلفاتٍ كلها ستتضافر على عقلك؟! الجواب واحد في كلا التخيلين، وهو: أنك قد تكتب، ولكنك لن تكتب الكثير! فالمخزون من الخيال ينفذ في شدة السواد، كما لا يستقيم بدون زاد حتى مع أشد الحقائق نصوعا. انتقل الآن خارج حدود ظرفيتك الآنية، تخيل أنك تسير في السوق، تركب الشاحنات المزدحمة، تنتظر في العيادات الخارجية، تحضر دروسا وورش عمل ومحاضرات من شتى مشارب الثقافة، أو في أقل الهيئات أنك تجلس في نافذتك أو شرفة بيتك المطلة على ما يموج من شؤون العالم والناس. هل هذا الوضع يجعلك أشد تيقظا لسرقة ظروف الآخرين فتحولها أولياتٍ لكتابات جديدة؟! ربما.. عُدْ الآن إلى حياتك وقسها بمنطق الحياة نفسه، هل تأكل حين تجوع، هل تنام حين تتعب ، هل تأرق أحيانا، هل تشعر بالسعادة عند حلول الأعياد، هل تدخل في حوارات وجدالات مع محيطك القريب، هل تشعر أنك تمتلك ما يملأ مخزونك الداخلي لتشعر بوجودك الحيوي