المشاركات

Geek is not Geek

صورة
  هل يبدو العنوان مقلوبا على نفسه ومستغربا!؟ لم العجب، هذه هي حياة "المكرّسين" للنمط الواحد! إنه يشاهدون الأمور بلا عناية، ما دامت لا تقع في مجال اهتماهم. فلا بأس حينها لو كانت متضادة أو متكلفة أو ربما غير رصينة! في تفاد لوصف غير عقلانية، لأن التعقل لا يدخل مطلقا في فلسفة التكريس.  حضرت بالأمس ما يفترض أنها محاضرة أو ورشة عمل استمرت ما يقرب من خمس ساعات، حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أو ربما حتى أولى ساعات اليوم التالي، كما أرجو أن يجمِّل هذا الوصف حجم الكارثة التي أرهقت فيها كياني كله! ولكن كان  أول ما استوقفني هو تلك الفكرة المقيتة التي التصقت بنا منذ الطفولة: بأن من يريد شيئا عليه أن يضحي بكل شيء لأجله! عليه أن يسخر كل قواه له؟ عليه - وبكل ما في المصطلح الديني المسيحي من مقصود - أن يكرِّس نفسه له؟! التبجيل من صورة "المهووس" في مجال العلم والأدب، والإبداع عامة في كل المجالات، قد ابتنت يقينا كارها لوجهه الآخر داخلنا: وهو أن التفوق والنبوغ لا يكون إلا مع الهوس بما نحن في خضمه؟ على الأقل هكذا قال لي أحد أسانذتي يوما: إنك لن تحصلي على الدرجة العلمية حتى تصبحي &q

مقالات في الطاقة (3)

صورة
  ( 3 )   الممنوع والمحرّ م والمستحيل   الاستماع الصوتي:  https://youtu.be/S_5Fs1zRrl0 ---------------------------- تروج أطروحات الطاقة لتلك القصة الخيالية التي لا نلتقي فيها الحب الحقيقي سوى مرة واحدة في العمر. إلا أنها تعمق من التراجيديا حين تحيط هذه المرة اليتيمة بالمستحيل، ولأن المستحيل مرغوب في حسبان الإنسان، نرى الخدعة تكتمل، و جنون المغامرة يدك حصون العقل، ولا يعد المحِب "الطاقي" يرى سوى هذا الحبيب الممنوع والمحرم، والمستحيل.    القصة قديمة ومتداولة في أسطورة الحب في كل زمان ومكان: ملخصها أن العقبات بين المتحابين هي الثمن الذي يراوغ صدق الطلب لهذا الحب عند العاشق الفارس، والمعشوقة المنتظرة . ولكن كل قصص الحب – مهما أوغلت في الإيهام- تكون النهاية واحدة، وهي النهاية السعيدة، لأن قانون الفطرة والعقل: أن الصدق ينتصر مهما طال الكذب، والصدق هو مهر العروس دوما.    أما في قصص الحب الطاقي، فكل المستحيلات تجتمع لكي تقفل أبواب الرحمة على المتحابين، وفي غيمة السواد الحالك يأتي المدد الذي لا بد و معه العذابات عوض الرحمات، ليس لأنه يريد اختبار شجاعة الحب، وإنما لأنه الزيف المحض

مقالات في الطاقة (2)

صورة
  الحبّ الخاطريّ   (العشق، توأم الشعلة، توأم الروح)     الاستماع الصوتي: https://www.youtube.com/watch?v=L7yj4e06qPk&ab_channel=%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA -------------------------------------- الحب من أنبل ما خلق الله في قلب الإنسان من شعور. بل إنه التطهر لكل ما يعرض من ألم في الروح، أو انحراف عن سبيل الهداية، أو حتى شك في حكمة الوجود. ذلك أن أحق من عُبِد وأحق من دُعِي لرغب الإنسان ورهبه؛ هو بالأحق الأحق مَن ينصرف إليه كامل الحب بتمام التوحيد - وهو الحق سبحانه-.    ولأن لكل اختبار وجهان: حق وَ باطل ، صواب وَ خطأ ، فلاح وَ خسران ؛ فإن الحب كذلك مركَّبٌ فيه النقيضان من الخير والشر، والإنسان -وحده- الذي يرتضي أن يصطفي حبَّه ليكون من الأخيار، أو يهوي به قاع العذاب الدنيوي والأخروي معا.    ولهذا المنفَذ المحتمَل في الحب ما بين حق وَ باطل - استطالت أطروحات الغواية مرتعها في "روح الحب" مواكبة قصة الإنسان  مع قلبه، فنجد لكل حبٍّ نصيبه من كيد الفجار لينزعوه عن بسالته فيصير سببا للضلال والغم والحزن والضنك بأهله.    فيؤول الحب متلازمة لما يضيق بعد اتساع من حال الإنسان، و