المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٧

الحبُّ الذي هو لنا

صورة
أجمل الصباحات تلك التي نراها تشرق في ابتسامة قرمزية تستلقي بجوار أحلامنا! نعود من الفناء  إلى الحب الذي نعلم أنه لنا من دون العالم، فهو يقدَّر كم نمنحه من مساحات روحنا، ولا يكلفنا الكثير كي نفسر له من نحن. إنه شؤون أوقاتنا كلها وشجون أفكارها، جرأته غير يسيرة في اقتلاع الظلام من زوايانا الخفية ليذوب منها الوهم كفتيلة الشاي تبعثر دمها في شربة ماء. بداخلنا فراغ بحجم قبضة الحب، حين نقترب منها تبتلع مقاومتنا وتردينا حيارى، فنثق حينها أننا قد وجدنا حبنا الذي هو لنا. الحب الذي هو لنا يحمل حنين الذكريات المخملية  الحب الذي هو لنا ينبض بدهشة التوقعات القادمة  الحب الذي هو لنا يتشرب بهيئات قلوبنا ليظل لها الحب الذي هو لنا يتدحرج على الأوتار الصامتة في كلماتنا غير المؤرخة بعد الحب الذي هو لنا؛ هو نحن بهيئته المعكوسة علينا! فلنجعل كلَّ حبٍّ هو حبُّ لنا انتهاءً، بأن نكون نحن له ابتداءً.

إن أنسَ فسأنسى

صورة
كل يوم جديد تصبحنا شمسه بفرصة جديدة؛ يكشف حاجتنا للنسيان! أن ننسى ما مضى ليس معناه أن نتهيأ أنه لم يحصل، لا، فإن القدر لا تعود ساعته إلى الخلف أبدا. ولكنه النسيان بمعنى تجاوز تبعات ما حصل، وإبقائه حيث بات بالأمس في إضبارة الماضي.  ثم  نحمل منه أنفسنا بحظوظ تحيط بها، وقد صارت أكثر اتساعا لأننا شاهدنا في زوايانا انفراجا لم نلحظه من قبل!  هكذا يُدرِك علماء الرياضات والفيزياء كيف أن هذا الكون يظل في اتساع حتى يبلغ النقطة التي يعود فيها للانكماش على ذاته، بمعنى أن يعيد اجترار نفسه وماضيه، وحينها يفنى!! أن نظل مؤطرين بما حصل، معناه أننا لا نملك المزيد ولا الجديد، ولا نحظى بلحظة هدوء نستجمع بها شعور؛  أن ما حصل قد حصل وانتهى. تجاوَز .. تجاوز.. تجاوز، التجاوز عن الذنب بالمغفرة تجاوز..تجاوز..تجاوز، التجاوز عن الفشل باستنئناف المحاولة مرة أخرى تجاوَ ز .. تجاوز .. تجاوز، التجاوز عن الخطأ بالصفح وفتح الصفحات الجديدات لو أتقنا سلوك "التجاوز" لعرفنا قيمة "النسيان" في معجزات عالمنا الداخلي، ولأدركنا قيمة أن نحظى كل يوم بيومنا الحقيقي لبناء فرصتنا التي نستحقها

كلمني وأكلمك

صورة
تخيل أنك تتحدث على خط هاتفي وحدك دون أن يجيبك أحد على الخط المقابل! تخيل أنك تجلس أمام نافذة وتتحدث دون أن ينظر إليك أحد من خلفها! تخيل أنك تدخل قاعة تحاضر فيها صفوفا خالية! تخيل أنك تقول بكل مشاعرك لآخر : أحبك،  ولكن هذا الآخر لا يكلُّمك! إنما كان التواصل من خصائص النوع الإنساني لأنه فعل تبادلي، أمنحك وتمنحني، أتيك وتأتي إليّ، أكلمك وتكلمني. فإذا كنا سنحاور الجدران، ونكلم النجوم، ونرقص مع المطر..فلا فائدة من وجودنا في نسيج متفرد يتميز بأنه يشعر ويفكر، ثم يُعلن عما يشعر به أو يفكر فيه. قل لي : نعم، حين أقول لك : استمع.. قل لي: لا ، حين أقول لك : هل تريد.. قل لي : لا بأس، حين أقول لك : أعتذر.. قل لي : وأنا كذلك أحبك، حين أقول لك : إني أحبك!

كيف أصبح مختلفا

صورة
المواقف المختلفة تصنع قراراتها المختلفة! ولكن ما هي مواصفات الموقف المختلف الذي يصنع منا شخصيات مختلفة، ونقصد بالأختلاف؛ تلك النماذج الإنسانية التي اثرت في مسيرة التاريخ وحيويته.  إن كيفية الاستجابة لما نمر به تحمل صورة ما سنكون عليه مستقبلا، فالمفاجأة المنتظرة من البهجة  التي تحملها كلمة "المستقبل" هي في الحقيقة انطباع عما قررنا نحن في اليوم السابق.  الغد هو ترجمة قراراتك وليس حصيلة أخطائك! وحين لا نتقن مهارة كيفية التفاعل مع ما نوضع فيه من اختبارات الحياة، وحين لا نمسك بزمام المبادرة باتخاذ القرار ، فإنه المستقبل لن يكون هو التوقف بل الخطأ ! النقيض من الفاعلية هو الخطأ ، لأن الفاعلية تشمل الدفع نحو الأمام، ولا وجود للفراغ في الفعل الإنساني، فإن لم تتحرك فسوف تخطئ، والفارق بين الخطأ المغفور وغير المغفور، بسيط جدا: فالخطأ المقبول ما نتج عن حركة ، أما الخطأ القاتل فما تولد كالفطريات السامة جراء الإهمال وعدم الفاعلية. الأعشاب التي ندوسها بأقدامنا لديها قابلية تحمل هذا الدهس لأنها خُلِقتْ له، والإنسان الذي يترك الآخرين يسبقونه في المسافة، ثم يتحكمون في قوانين الل

الهدف لا الحرمان

صورة
جميل أن نضع بين أعيننا هدفا حاسما لنحققه! ولكن هل نتابع العبارة ونقول : مهما تطلب هذا الهدف من زمن وتوابعه!؟ الزمن في تحقيق الأهداف قد يكون قصيرا ومحسوبا، وأحيانا قد يصير مفتوحا يشمل عمرا بأكمله، فهل يستحق أي هدف استهلاك العمر فيه كلية! مهما كان الهدف الذي نطمح إليه قويا، فهو في النهاية مؤطر بتبعيتنا لهذه الأرض، والأرض لا تتحرك بعنصر واحد معزولة عن عناصرها الأخرى، إن التربة هي جيوش غير منظورة من العناصر، وباطن الأرض مياه ونار وطبقات وحياة.. وأموات!؟ فلماذا نختار لأن نعيش أحياء في طبقة واحدة وأموات في كل الطبقات؟! إن الهدف الذي يجر معه: الحرمان من اكتساب المنافع المتاحة حتى لو كانت صغيرة، أوالذي يلزمنا الاعتكاف في زوايا الوهم، أو يعلّمنا كيف  قتل أسباب السعادة البسيطة، أو استبعاد لحظات الحظ العاجل ..،هذا النوع من الأهداف يخشى منه أن يكون فخا فخماً وليس غنيمة حقيقية. أريد أن أصل إلى الوزن المثالي وأنا في أتم صحة وعافية..  أريد أن أحقق معدلا ربحيا عاليا وأنا أتمتع بحياة اجتماعية صحيحة يشاركني فيها آخرون فرحة نجاحي..  أريد أن أؤلف كتابا أجد حولي عصبة تقرأه وتنشره..

صوتك الكتابي: "أنت وَ أيضا"!

صورة
ما ينبغي الاتفاق عليه هدفك في الكتابة ليس أن تبيع كتابك! بل أن تجمع ولاء القراء الذين سيعودون مرارا وتكرارا لشراء كتبك ومتابعة كل ما تنطق به لأنهم وجدوا لديك شيئا لم يجدوه عند غيرك، وهذا الذي لا يوجد عند غيرك هو أنت..صوتك الكتابي! حالات استجلاء الصوت الكتابي راقب ما هي المجالات المختارة في الموضوعات التي تطرقها الفنون الإبداعية المختلفة، مثل: ما هي البرامج المفضلة لديك لمتابعتها على الوسائل الإعلامية، ما هي الموضوعات النقاشية التي تستمع بالدخول فيها أو الاستماع إلى مجرياتها، ما هي القراءات التي تشدك قبل غيرها، فلو أنك مثلا دخلت إلى المكتبة لمطالعة أو شراء الكتب؛ فما هي الفئات التي تستولي على اهتمامك أولا، أو الكتّاب الذين تسارع لاقتناء كتبهم لبلورة أولى جهودك في القراءة. إن هذه الأنشطة الذهنية الإبداعية تقدم لك انطباعا أوليًا عن الأفكار التي تدور في عقلك والتي هي وقودك في الكتابة ، وتمثل في الوقت ذاته الخطوة الأسرع لاستخراج صوتك الكتابي الخاص بك. مارس الكثير من التدريبات الكتابية حين تكون تحت ضغط المشاعر المتضاربة. اكتب بالتفصيل عن كل ما يجعلك : تضحك، تغضب، تحزن

إني لا اشعر بك..يا عالمي

صورة
ها قد أتت إجازة نهاية الأسبوع!؟ مؤكد أن الأمر مفرح..ولكنه أيضا مقلِق!! الفرح بانتهاء أسبوع من العمل، الفرار من قيظ النهار، الابتعاد عن ضجيج المواصلات، أن ننسى ولو قليلا النماذج البشرية المزعجة في محيط العمل، ولربما أن الارتماء في أحضان النوم هو كل ما نتمناه الآن خاصة لو كان الأسبوع الأول لطلاب المدارس وأولياء الأمور على حد سواء، أو للعائدين من الإجازات بعد أسبوع من التأقلم الصعب مع تبعات ما بعد السفر، أو للموظفين المغبونين حقهم في الإجازة الوظيفية وهم يسمعون مغامرات زملائهم الرحَّالة!! كلنا إذا بحاجة إجازة نهاية الأسبوع هذه خاصة ، دون غيرها من الإجازات، لأنها ببساطة تشكل المرحلة الانتقالية بين أحوال متعددة، وهي صعوبة وقتية ولكنها حقيقية لنا جميعا. حتى بالنسبة لسيدات المنازل فهذا الأسبوع قد يعني الإعلان عن انتهاء مواسم المطاعم السريعة، والعودة إلى الكبسات!! الفكرة هنا تنصب على مدى ارتباطنا بعالمنا الداخلي الذي من المفترض أن يرحل معنا حيثما توجهنا، وأن يظل مزدهرا فينا في أي وقت من يومياتنا، ثم كيف نحافظ عليه مهما تقلّبت بنا المناسبات. إنه الاستشعار بذاتنا الباطنة، ونق

العمل واللا-عمل

صورة
كل يوم هناك أنجدات مليئة بالأعمال واللا-أعمال! نعم، إن هناك قدرا غير يسير مما نملئ به جداولنا كل يوم لا ينضبط إلا تحت ما يسمى "البقاء منشغلا"، دون أن نتنبه لعناء ما نكبده من إحباطات عند انتهاء اليوم حين نرى  أنه ما من شيء قد تحقق، ولا رصيد يتراكم في خبراتنا من أي مستوى. إن هذا النوع من السلوك المخادع في افتعال المشغولية، يناظره على وجه العملة الثاني، سلوك آخر هو "السير نائما"! قد يبدو هذا متناقضا بين مَن يريد أن يظل آليًا ولكنه معطلٌ في الوقت ذاته؟!  إن الفكرة هنا أن الانشغال لا يعني أنك في كامل طاقاتك الواعية، التي تجعلك قادرا على اختيار المهمة الأجدى إنجازا، وممارسة الإبداع الخاص بك. وهذه فعلا معضلة، وهي إحدى المشاكل التي تعيق تنمية الموارد البشرية لأي منظمة، فضلا عن الإهدار في السنوات فيما لو كان نظام حياة يعيشه الإنسان حتى في حياته الخاصة. كيف نفرق بين الأعمال واللا-أعمال، بين الانشغال والسير نائما، بين الهدر والانتاجية!؟ في فكرة بسيطة وعملية، قد يكون مجديًا لو أننا اتخذنا القرار التالي: لن نقف على المربع ذاته مرتين بعد الآن!! فالتخلص من تكر

انتقال أم نقلة

صورة
الحياة ليست لها قاعدة فيما هو جميل أو قبيح! ليس فقط بمراعاة اختلاف أحوال الناس واحدا دون آخر. بل حتى عند الإنسان الواحد، إذ ما يكون مقبولا في ساعة من العمر ، قد يصير صعبا ومرفوضا في ساعات أخر. ولعل هذا هو " الجمال العظيم " للحياة في الحقيقة، فالحياة الأصيلة هي التي تعرف كيف تتغير وقتما ترى إنسانها قد ركن إلى الخلو من الطموح، فتشده إلى مجهول مخيف وتعده بالوعد الجزيل حتى تستمكن منه قوة بعد ضعف، وعزما بعد همود. كل يوم هناك انتقال.. ليس بيوم الأرض، بل بيوم النفس! بالأمس انتقلت من عملي، اليوم أنتقل من بيتي، غدا أنتقل من كتاب إلى كتاب آخر، ومن فئة إنسانية أعيش بينها إلى جوار جديد، ومن طقس استمر ينخر في عقلي بشمسه وقيظه مدة خمسة شهور؛ إلى أيام رقيقة الهواء ولربما ذات غيث عميم بإذن الله. فلا حرج من الانتقالات مهما تعددت واختلفت، ما دام يتحقق جوهر الانتقال وهو:  النقلة ! الآفاق التي تفتح أصداءها في نسيجنا الفكري والروحي والعاطفي، وكيف نصير بعد النقلة غيرنا قبلها، وعلى أي شيء تحول حالنا إلى القوة والشجاعة والبصيرة؛ هذه هي التي ما تلبث أن تصير وقودنا للنقلات الأ

راحة أم تعب؟

صورة
تعاقبت الإنسانية على مراحل الاختراعات كما تعاقب عليها الليل والنهار. وفي كل دورة من التصنيع كان الجهد المبذول لا يتكافئ مع العائدات بلغة المال والأعمال. وهذا مفهوم من جهة أن الطاقات التي تعمل على أداء عملٍ ما، ليست كلها بالإمكان تعويضها، فالقدرات العقلية، مع الدوافع النفسية، مع الرياضات الجسدية، مع تدبير الوقت؛ تغدو في مجملها تبذيرا أكثر منه ادخارا؛ مهما كان النجاح المتوقع خلف الإنتاج الاقتصادي. ولكن هكذا هي حياة الإنسان وهذا هو قدره. إلا أننا لا ننكر أن ثمة دورة من الابتكارات قد أزاحت الصورة القديمة عن مخيلتنا، ونقصد صورة عامل المنجم المنهك والمتسخ جراء  استخراج الذهب، أو صورة الموظف الآلي الذي نفض علاقته مع حيوية الحياة. فدورة الابتكار التقني التي نعيشها منذ التسعينات قد رسمت ذاكرتها عبر صورة موحية للشاب الطموح المتدفق بالبساطة والبهجة معا، والذي ينظر إلى كل معضلة تواجهه على أنها فيلما وثائقيا قصيرا يريد إخراجه باحترافية عالية كي يتذكره في خبراته النفسية والعقلية فحسب. واللغة كذلك تغيرت مع الوثبة في روح هذا الشاب الذي يعمل في ظروف عمل مريحة نوعا ما بالقياس إلى أبي

فيماذا نتحدث / النسيان

صورة
كتبت في مشاركة سابقة بعنوان    العلاقات الاجتماعية تبدأ من أنا : حوار الحب ،   عن أهمية وجود الحوار بين الأطراف المندمجة في العلاقة الواحدة، ووضعت أمثلة لبعض المسارات التي قد تشغلها الحوارات الجميلة والمجدية في حياة العلاقة. ونظرا لأهمية "الحوار/ الحديث" في البرهنة على حماسة الأطراف في البقاء ضمن العلاقة الواحدة ، نتابع  في سلسلة من المقالات القصيرة أفكارًا للحوارات تناسب أنواع العلاقات ذات الأمد الطويل؛ وليس العابر أو الوظيفي. وفي كل مرة سنلتقي مع الحوار من وجهة نظر جديدة نُبرِق إليها هنا إشارة؛ مستبقين لمخيلة كل طرف في العلاقة فرصتها في ابتكار المزيد والمبدَع. الحوار من وجهة نظر / النسيان النسيان الذي نقصده هنا هو  ما كان بقصد الحفاظ على العلاقة لتظل في أحسن حالاتها. إنه النسيان ذو المسعى الإيجابي لا السلبي . وحين "نتحدث لننسى"؛ معناه أننا قد قررنا مسبقا الغاية التي سينتهي إليه الحوار، ورسمنا المسار الذي سنلتزمه مدركين العراقيل التي تعترضنا، كما أن كلمة "النسيان" المتفق عليها مسبقا، ستتكفل بالإعداد النفسي والفكري مما سنتهيَّأ عليه كي لا يت

روتين الكاتب والكتابة

Writerroutine- روتين الكاتب from Ghada ALAmoudi روتين الكاتب والكتابة من الكلمات التي غلفتها السلبيات في وعينا على مدار سنوات طويلة؛ كلمة "الروتين"! فالأجواء التي تستحضرها هذه الكلمة تدور في أفق الملل والكآبة والفشل والانحياز ضد التغيير وعدم القدرة على التجديد والاستسلام إلى الراهن والنكوص على  المواهب والتوقف عن الابتكار والنزوح نحو التقليد والجمود..إلخ وبتجميع كل ذلك يبدو لنا  الروتين بصورة الموظف الذي تحكمه ساعات العمل وهو يحمل بيده ختما قديما يمرره بطريقة آلية على كل ورقة أمامه دون حتى أن يكلف نفسه عناء التأكد من موقع الختم بصورة سليمة، أوأن يقرأ ما تحويه الورقة من مضمون، ولو كانت ورقة الاستغناء عن خدماته! هذا التضاد بين روح الروتين وروح الإبداع، كان من تبعات ما بلورته الثورة الصناعية من أجواء التقيد المثقل بالمتطلبات المنمذجة مسبقا وفق مصلحة العمل على حساب إتاحة الوقت لتطوير المجهود الفردي أو الأفكار المبتكرة، فصار احتساب ساعات العمل مقدمًا على قياس الإنتاجية، فالمهم هو أن يستم "الروتين" بوتيرته الدقيقة واليائسة معا. ولأن الكلمات بنات ا