المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

أن أكتب "أنا"

صورة
Photo by  Iulia Mihailov  on  Unsplash الكتابة! تلك الغيمة الجميلة التي لا تغادر روحك متى ما سقتها أول مرة. أيه! ماذا أيضا أكتب عن الكتابة، يخيل إلي أن هذه المدونة هي أكثر مدونة على الويب حظيت فيها الكتابة بالكتابة عن الكتابة!!  كتبنا أن الكتابة شفاء.. كتبنا أن الكتابة تحرر.. كتبنا أن الكتابة حوار.. كتبنا أن الكتابة هي الكتابة وكفاها، فما تجربتي الجديدة مع الكتابة؟! إن ممارسة الفعل على مدى السنوات لا تبقيه على حاله، حتى لو أنك كفاعل لم تسعً إلى التجديد، إنه شيء من فعل الروح المتنامي، فكيف والحرفة التي تحترفها هي حرفة الروح أولا وآخرا! الكتابة إيحاء وإلهام وإلقاء في القلب، أليس هكذا هي الروح في عالمها الخالد. في الكتابة لا تكتف بأن تتصالح مع واقعك الذي لا تستطيع أن ترفضه، لا، بل إنك "تفرض" صوتك عليه فرضا حتى لو كان يرفضك! هذا الرفض المتبادل بينك وبين واقعك يؤول في الكتابة فلسفات من التأويل، وإعادة النظر، وترتيب ردة الفعل.  عندما تعتاد أن تكتب كل يوم، وفي كل مرة تقول "لا" لشيء يعجزك تغييره في حياتك، فإنك ترتوي من قوة الرفض حتى لو لم يحصل التغيير!  من أخطر ما نبتلى به

تطهير الهِبَات

صورة
Photo by  Abdiel Ibarra  on  Unsplash الهبات أي المواهب تمثل أعظم ما فينا من أسرار. وتكاد لا تخلو "موهبة/ هبة" من مسحة روحانية، بل لعل كل موهبة إنما أتت من عالم الروح لتعيدنا إلى عالم الروح كرة ثانية.  لقد تتبعت ذوي المواهب العالية من شتى مجالات العمل والإبداع، بما في ذلك التقنية الدقيقة، ولقد اجتمعت فيها كلها صبغة إشراقية تتلبس روح المبدع/ المخترع/ الفنان، تجعله لا ينظر لعمله على أنه كسب عاجل، إنما هو رسالة ألقيت في خاطره من السماء وعليه وحده مسؤولية إبلاغها إلى الأرض! وهم يعبرون بهذه الكلمات الروحية، أو يدورون حولها فيما لو كانوا منكرين لعالم الروح وقوانينه برمته.  ولكن، وبقدر ما تصبح الموهبة معراجا نحو الأعالي، فإنها قد تصبح "خدعة" الوجدان الفردي، ليدور الإنسان حول معضلاته الدفينة في عقله الباطن، فلا هو يشفى مهما مارس من هوايات، ولا هو ينتج حتى وإن اخترع الهبات اختراعا. متى تصبح الموهبة/ الهبة نورانية ودافعة وشافية؟  حين لا تصدر الموهبة عن علل باطنة، ولا تولد كقناع لثأر قديم، ولا يهدرها صاحبها على كل من هبّ ودبّ؛ إذ ذاك تصبح الموهبة حكاية روح، وبقاء مباركا لصاحب

الإيذاء؛ آن أن يصبح قانونا

صورة
لم يعد وجودنا في الحياة يقتصر على اختيار ما هو صواب وخطأ، فضلا عن أن نكتفي بالحكم على كل ما يحدث لنا بأنه صواب أو خطأ!  و كما استحدث الإنسان الحقيقة والخيال لتكونا علامات على نشاط العقل وخمول الروح، فإن "المعايير" كذلك هو صنعة الجهد في مواكبة أفضل ما يحمله زماننا.  ولكن بالعودة إلى المصدر فينا، فإننا نلمس فطرةً بأن طبع الأخذ أو الترك ( الفعل وردة الفعل) مداره في وعينا على حسب ما يؤدي لنا من الحماية والرعاية، أو يواجهنا به من الإيذاء والتجني. نحن نهرب مما "يؤذينا" وهذا وحده كاف لأي سلوك من الضبط أو الأمر نسلكه. ولسنا معنيين بتتبع أشكال الإيذاء، لأنها متغيرة شأن المتغيرات الوجودية، إنما حسبنا أن نشعر بالقدر الكافي داخلنا أننا في موقف إيذاء.  وما يهمنا من ربط القضايا ببعضها، هو أن نتساءل: ما دمنا قد جُبلنا على إدراك الإيذاء، هل ترانا -بالقدر ذاته- نتفهم الحماية ضد الأذى؟! إن أعظم حماية أتت معنا إلى الحياة هي أجسادنا التي نحيا فيها. لقد ارتضى الخالق أن يكون هذا الجسد هو الدرع والمهد والسكن للكينونة التي هي كل واحد منا. أنت معنى، أنت شيء، أنت كلمة، أ

كل يوم : اكتب عقلك.. ولا تغسله

صورة
umsplash.com حين تعود أدراجك لما ظننته "غنيمتك" في عمرك، ثم تلذعك مرارة الخواء، فإنك حتما، ستقع في عشق الحاضر "الآن"! إنه من الغريب أننا لا نعرف قيمة اللحظة التي نعاصرها إلا تكئة للهروب من ماضٍ يحفل بذاكرة رديئة عن الذات.  ولسنا في فعل هذا ببناجين،  ذلك أن كل "الآن" يصبح ترجيعا غير محبب لفكرة ما زالت تستوطننا، وتوقف إرادتنا في التغيير. حين يقولون لي: استثمري الآن، فهذا يعني أني لم أعد "ذات أمس"، وبما أني أشتغل بالكتابة فمن غير المأمون أن أترك طحين الرحى لسنين خلت هي مذخور مادتي الإبداعية. ومع هذا، فقد جربت أن أغتسل من البعيد والماضي والقديم.. كيف؟ دخلت أخطر تجربة يمكن لأحد أن ينجو منها بذاكرة ، ولو قليلا! لقد جربت تقنيات "غسيل العقل"، أو التطهير أو التنظيف، ليطلقوا عليها بما شاءوا من بدع وسائل التنظيف النفس-جسمانية، ولقد كانت كارثة بكل ما يحمله الوصف من مدلولات الخيبة والانهزام واللا-شيء. أن نلعب بذاكرة العقل، ولو سطحيا، بحجة الاستشفاء من صدمات الماضي ، ثم أن يكون هذا التطهير بعيدا عن الملاحظة المباشرة من متخصصين ،