المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

التاريخ غير المكتوب ( 3 )

صورة
https://www.flickr.com/photos/mhdhamwi/13389160204 (3) خذلان جماعي    كنت أتحاشى في أي مقالة؛ العودة إلى الماضي مهما كان قريبا ، بل وكذلك أن أترك الاستشهاد بالحاضر مهما كان مأساويا أو مشرقا ، ولعل هذا يعود إلى الرغبة في "التجاوز" ، تجاوز السوداوية واللطم والعويل الذي يلازم حديثنا العربي ، وخروجا من فوبيا جلد الذات لأنها دمرت الشجاعة في النفسية العربية والمسلمة ، حتى ما عاد العربي قادرا على أن يخرج من تقمص الفشل والانحدار الذي يبث سمومه في بصيرته صباح مساء على القنوات الإعلامية ، التي اتضح أن أكبر همّها أن تقتات على العقل العربي لا أن تبنيه ، وأن تحصد حظوات مشبوهة على حساب تاريخ الأمة والمراهنة على وجودها الحرّ لا الوجود التبعي . ولكن لا مفر وهذه السلسلة من المقالات تتحدث عن التاريخ أن نبسط أكثر في الصراحة ،وأن نتزود ببعض السوداوية المتجذرة في رؤيتنا للأمور والأحداث ، خاصة لو أردنا لهذه السطور أن تكون جزءا من تاريخ قادم ، يكون فيه للإنسان العربي بعض القول في صناعته بدل من أن يصنعه "الغير" ، والغير هنا لا نقصد بها "الآخر" ! بمعنى أكثر تبيانا

التاريخ غير المكتوب (2)

صورة
https://www.flickr.com/photos/mkhmarketing/8468788107 ( 2 ) الخدعة الاجتماعية قد يقال أن التاريخ ليس من مهمته كتابة كل ما يجري ولكنه يسجل أهم ما يجري ! وفي إطار هذه الأهمية تتدرج الرتب ، فالقائد يكتب عنه لأنه يصنع الحدث أو الحدث يصنعه ، في حين أن العامة لا يمتلكون من الميزات النفسية والفكرية ما يمكنهم من تصدر مشاهد الحياة ، وأن يكونوا أصحاب القرار ...! ثم إنه من الأهمية بمكان كذلك الحديث عن الحروب والمعارك والهزائم لأنه يُترقب أن تنتظم الدروس المستفادة منها مع تراكم الزمن وزيادة الوعي ، وكما أن النصر يقوي العزيمة ، فإن الهزيمة تشد أزر العقل ، وبين الإرادة والحكمة يخرج التاريخ .. أقوى تاريخ . هذه هي النظرة الأولى لكتابة التاريخ ، وأقصد بها النظرة التي تربينا عليها على الأقل على مدى الخمسين عاما الماضية ، والسؤال الذي نطرحه اليوم : هل ماتزال هذه النظرة قائمة على قوتها في عصر صار "الناس"هم لسان وفعل التغيير ! ألسنا في عصر الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي التي أفقدت كل السلطات فاعليتها ، بل وجعلتها رهينة قبول الرأي العام الاستقصائي على صفحات توتير وفيسبوك ويوتيو

التاريخ غير المكتوب (1)

صورة
( 1 ) التاريخ غير المكتوب هو الإنسان ! وتحديدا الإنسان العربي ... وعموما الإنسان المسلم ... وإجمالا الإنسان ..!! عندما نتصفح كل كتب التاريخ سواء في الشرق أو في الغرب ، قديما وحديثا ، نجد أن العنصر الناقص من معادلة كتابة التاريخ هو الإنسان ، هذا الإنسان الذي يتحول في تدوين التاريخ إلى أعداد القتلى ، وإلى ذكر مجهول في تحديد السنوات ، وإلى جندي غائب في الجيوش الجرارة ، وإلى مستباح العرض والنفس والمال في الهزائم .. وإلى  كل ماهو متروك ومُغيَّب ومسكوت عنه ...ثم يقال لنا هذا هو تاريخ الإنسان !؟ لم نقرأ في كتب التاريخ قولا مأثورا عن إنسان المجتمع ، إنسان المجتمع هو ذلك البسيط الذي تطوي أحلامه مصارعات الساسة ، وتنكمش طموحاته في تحليل أهل المال والأعمال، وتتبدد نواياه الحسنة عند المحققين والعاملين في الأمن والحكومة في كل العصور ... هل لنا أن نترك هذه الجريمة ناشرة أضغاثها دون ردع في أقلام من يكتبون التاريخ ؟؟ -------------------------- ثم لنتوقف لحظة تأمل : من يكتب التاريخ ؟؟ هل يكتب التاريخ  السياسي أو العسكري المنتصر ؟ أي نوع من النصر هذا الذي يموت فيه كل الجن

النساء ذوات الفكر الـ...؟!

      في اعتقادي أن حاجتنا اليوم إلى نشاط لغوي يفجر مفردات جديدة في اللغة العربية يعتبر أولوية مصيرية لتشكيل أدوات لفهم الواقع الذي نعيشه وتشخيصه ومن ثم تحديد قرار التجاوز من عدمه ! خذ مثلا على ذلك ، أزمة "المفهوم بداهة" التي يرمي بها المصطلحُ العقلَ حين يطرق سمعه جملة من الكلمات تشكل اليوم مسرح التجاذب الثقافي والسياسي والأخلاقي ، حتى لكأنها من كثرة تنقيحها وبسطها عادت ، أي الكلمات، محكمة الاستغلاق على وعي المتعامل بها ، فصار الكاتب رويدا رويدا  في حيرة من طرحها أو الاستعانة بها في سطوره . وهذا حقيقة ما أقع فيه الآن في كتابة هذه التدوينة ، لذلك لا أجد أمامي سوى أن أسهب في الشرح وكأن المصطلح ما عاد يحقق هدفه من الإجمال والوصول إلى فصل الحقيقة ، بمعنى أننا صرنا في حرج من قاعدة ( تسمية الأشياء بأسمائها ) ، لأن هذه الأسماء صارت أقنعة مزيفة حين ذابت عن الأشياء معانيها الكامنة فيها ، فالاسم يوضع للمسمى ، فإذا عدم المسمى كان وجود الاسم ضربا من التنجيم والعبثية .    منذ انطلقت الثورات العربية، مع الاحتراز الشديد تجاه التوصيف بمصطلح الثورات ، ظهرت في الميدان النسوي أصوات عالية ال

أرملة الزمن الماضي ( قصة قصيرة)

صورة
https://www.flickr.com/photos/alfarroba/13788622185/ اليوم تكمل الثورة عامها العاشر .. تحول الميدان الكبير إلى ذكرى مجيدة تؤرِّخ للحظة التحرر ، أبقت الحكومات المتعاقبة كل شيء على حاله لتظل الأجيال   الجديدة تلتقط المشهد وتعيش اللحظة بحيويتها !!  تغيَّر اسم الميدان الكبير إلى ميدان "الشهيد الحر" .. تُركت بقايا الأغلال التي كانت تكبِّل الجسد على ذات الخشبة .. حتى آثار نعال الشعب حين ثاروا على القتلة مازالت في مكانها أو ألصقت في موضعها ... وماضي ورود وزهور زينت موضع الإعدام وقد استحالت حاضر أغصان جافة .. شيء واحد اختفى من أبهة الحفل ؟! إنه هو ( رائد) الشهيد الحر !! وُوري الثرى في مقبرة الدولة الرسمية ، وخلفه على المقصلة لوح حجري كبير يحكي قصة انبعاث الحياة في البلد الميت ، ويروي أحدوثة النور حين شق حندس الظلام الكئيب .. هاهي الشمس تغيب خلف ستار مأتم يوم راحل ، تنفث بكل قوتها نهاية رمق لعمر مضى من توهجها ، فزهى في الأفق متلاطم الاتجاهات والألوان !!  حمرته رجع صدى دماء ترفض النسيان ... صفرته رفرفة وجود تضطرم به الأرحام ... تدرجات أشعته تراقص أجيال

الحصان العربي!

صورة
https://www.flickr.com/photos/alfarroba/5204228789/  حين تجرني الكتابة إليك إلى ذلك الجزء الذي لا أدركه في عقلي   بوابة لم  يلجها القمر إلا  في انكفاءة الخسوف ولم تزرها الشمس إلا على نية الرحيل تقتل أناملي  الكلمات فيما تنحبس روحي على قائمة الترقب ترقّب  الحب أن يضج في مآقي الوحشة   السبل كانت مضلِّلة لأن أيًا  منها لم ينتهِ  إليك صباحي مفتول كضفائر العربية   على عتبات الألم   ومسائي  هائم كأشلاء تنتزع  من الضوء قسماته   الغربة تقضم  آخر الذكريات فالأمس كان باردا حد النسيان ************************* النوايا التي تحيينا   ما تلبث أن تسكنها الأمنيات .. لتعصف الأناشيد   ابتهالات الوداع ... والكل قائم في رسم الحرف يكشف الوزن فتأخذه العزلة في محيط القواعد ليس للقلب فيها نقطة فنزيف الأسماء يقضم وجه الحضارة الغابرة إنه اللعب على الماضي ذكريات العزّ الذي ما عاد في باب الشرق والغرب يرجف كأنه الموج يفتش خلف الملح لم يكد العزاء يطوي الذُّكاء حتى اعتلى ال