المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢١

سؤال الفقد

صورة
  عندما نفقد عزيزا علينا ( وهذه هي الكلمة الحق! فإننا مَن نفقد، أما هو فقد رحل كشأننا كلنا حين نرحل، فإسناد الأفعال يحكي إسناد الابتلاءات هنا!) - أقول عندما نفقد هذا العزيز، فإن سؤالا واحدا يفرش حقيقته وظلاله علينا في آن واحد:  هل قدمنا  ما يكفي للتعبير عن حبنا له في حياته؟ ..هذا هو ما أراه سؤال الندم، بحق! سؤال الحب يحمل قيمة لا نهائية من الاحتمالات، ولكنه لا يدخل ضمن مستحيل الحل.  إن  الندم أرق يتركنا مكشوفين تجاه تربيتنا، ثقافتنا، خبرتنا، عمرنا الذي قطعنا في الحياة؛ هل كانت كلها بواعث على بناء إنسانيتنا ووعي استجابتنا للمؤثر: الفقد/ الموت؟! في مثل هذه المواقف، ترتج علينا العبارات، ماذا نقول؟ كيف نضخ عاطفتنا بين الكلمات؟ ولله الحمد، فإن العبارات الدينية الجاهزة من مثل: ( عظم الله أجركم، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر مسمى، إنا لله وإليه راجعون) كلها تتبدى ملاذا آمنا، لأن كلا من السامع والمتكلم تقر نفسه بسماع المواساة أيا كانت، ولكن هل يعوض هذا عن جفاف العاطفة التي لم تكن مع من كان حيًّا قبلا؟! نبحث عن كسر التابو في أفكارنا الموروثة، ولكنا لا ننتبه بأن تابو الحزن مستبد في ق

كتّاب الإنترنت

صورة
  Photo by Florian Klauer on Unsplash  اعتلال مستوى الكتابة اليوم قد ألقى بنتاجه على ألوان الإبداع التي لا محالة للكلمة فيها مجال. إذ لا عجب من الاعتراف بأن الكتابة بالنسبة للترقي الإنساني هي ابنة الفكر وهو ربيبها، ولعل شيئا لا نستدل به على أصالة المجموعة الإنسانية من عبثيتها؛ قدر ما تقدمه لنا شواهد المكتوب عندها.  لقد تضافرت نماذج الانفجار التقني لتسلب من الكاتب فكرته الجديرة، وأسلوبه المتفرد حتى صرنا لا نفرق بين كاتب وآخر، فكلهم في النهاية تجمعهم هوية "كتّاب إنترنت".  ولعل مناسبا أن نبحث عن ملامح كاتب الإنترنت كما انتهت إليه بعد عقدين من تسيّد الإنترنت منصة رئيسية للنشر. سنجد كاتب الإنترنت هو الشخص الذي تحصد مشاركاته ومدخلاته على الشبكة أعلى القراءات ( كيف ؟ لا نعرف!)، ومع هذا الحصاد الكمي فلا بأس أن تأتي نصوصه مثل أخبار الإنترنت العشوائية والوفيرة. ثم إن أسلوب الكتابة عبر الإنترنت وإن كان في بداية أمره مبشرا بالتحرر من التكلف الأدبي لما ورثناه عن عهود كتبت لتلائم نفسها وزمنها، إلا أن ما انتهى إليه فقر الأسلوب وحيرته وهشاشته يجعلنا لا نستطيع أن نضبط الموازنة بين أسلوب الكتا

أصلح حياتي

صورة
   Photo by Matt Moloney on Unsplash لا نختار أن نفسد حياتنا، ولكنه يحدث بالموازاة مع دخولنا في التجارب.  وعلى أي ما كانت قد انتهت إليه تجاربنا، فإننا سندرك تباعا أن حياتنا قد لحقها التلف، وآن لنا أن نمارس مواهبنا في إصلاحها.  ولعل أول ما يفسد حياتنا، ليس صعوبة ما نمر به أو عبثيته، بقدر ما أن نهمل من تطبيب الضرر آنيا، فتجد آلية التراكمية ميكنتها في رسبنة المختلط من الأفكار والمشاعر والاستنتاجات وردات الفعل، حتى لتشوه بصيرتنا فلا نعد بمهارة جيدة لنفرق بين ما هو "منا" وما ليس "لنا" ولا "فينا" ولا "بنا" بحال مطلقا.  "أصلح حياتي" مانترا، أو توكيد، أو إعلان - سمه ما شئت- ولكنه التذكير الروحي على ضرورة الشروع في واجب وحدنا من سيدفع ثمن الغفلة عنه.  حين نشرع في إصلاح حياتنا نكون في لحظة الوقوف على مفترق طرق، إن الأمر قد حدث وانتهى، لربما أننا أهملنا حريتنا في الاختيار وإرادة التصميم لكيف يجب أن تسيّر أمورنا، لا بأس، فها نحن هنا بعد كل الخسائر، أو ربما كل الآلام أيضا! فما نحن فاعلون فيما تبقى منا فينا؟! إصلاح حياتنا، هو إصلاح الماضي منها، وعلى