المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٢

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

صورة
فقه الحُبّ (3) ماهذا الشحوب في نظرتك، إنه ليس صوت قلبك ولكنه انعكاس آلام الآخرين عليك!. لا يُنشد القمر لمن لا يراه إلا حجرا في مسجنه . السماء حبلى بالغيم ، والأرض حبلى بالبراعم ، والربيع المتنظر مصطخب بالمرح ؛فاجعل قلبك نبعا من بذور الألحان ، واتبع السير على أرض الأمل فالمهيّمون في موكب دوار بالنجوم . الحُبّ عزم على المحال، عزم على أن ينمو العديد في الواحد ،كسنبلة بها مائة حبة وهي بعد قائمة بوحدة . الحُبّ بسالة الجمال ، كغزال في قطيع من الوحوش ، وكوردة في صحراء من العطش .. لا يموت ولو تخلى عنه الحبيب ؛بل إنه يعود من جديد على بحر من الأمنيات حيث : الشوق .. الذكرى .. ووجه الرفيق ؛لغة سطرها اتحاد الغيب بالشهود . الحُبّ ترجّل الروح ، عندما ينبسط على القلب تستضيء البصيرة نورا من الأسنى فيصير الكون قصيدا من الأنوار. حين تنجلي الأوهام عن القلب تخبو العاصفة وتهبط السكينة وتغشى الطمأنينة ذاتها ، فالنار حين تشتد يتلاشى الدخان ، فاحمل تلك الشعلة ودعها تأخذك حيث تريد لأنها ذاتك تقصد . في داخل كل منا صوت يصدح في هدوء ، كلمات تتوالى من أساطير الدهور تستثيرنا ، تقربنا ،

فقه الحب 2 ( نصوص نثرية )

صورة
فقه الحبّ (2) يسعى طيفك بين الجفن والهدب كقصة فارسية تطول ألف عام وعام.. نشوة تطبق حرارتها على ليلي الأرق ، تحرمني نفسي ، تسحبني من روحي ، تغمرني بالخلود. القلب يسهو عن الفلك في دورته ، لأن المعرفة تأبى إلا أن تعلن عشقها ، غريب هو ذاك القلب الذي لم ترح فيه المعرفة أرحالها ، مجهول هو كالخبء بين السموات والأرض .. الجمال لا يمكن أن يختبئ ، إنه فارس جامح ينشر قلائد سحره على قسمات الوجود ليعود للنور مسمى آخر في طلعة الشمس ، ويختبئ القمر في بسمة السحر ، ويروح العندليب يحدو على أنغام الزهر .. يقطع الليل والنهار همس شفيف يبثّ اليقين في نجوى العابد ، وينفخ الأمل في دمع العاشق ، ويرح بالعزاء على قلب الثكلى .. لو صمت غناؤه من مزامير الوجود ، لذوى الرجاء من دروب النَّول الأزرق . الليل يبحث عن ذاك القلب الذي يؤنس سهره ، يلريح أفكاره ،و يكشف عنه حجب السلطان ، فلا الليل سابق النوم ولا النوم يأتي هذا الشتاء .. يمتد هذا الرجاء حتى الأبد ، نار تتلوى في باطن عاشق أرق .. غافل عن الأسى المغيب خلف طرف جبل الفراق .. مفتقرا للجراءة في أن يعلن حبه للآفاق. كم تأسيت على زمن قد مضى

فقه الحبّ (نصوص نثرية)

صورة
فقه الحبّ ( 1 ) كما هي النار تشتعل في خمائل الشجر فتنوح روحه شعثا من الآمال كذاك هو العشق يرتوي   غضا من القلب ثم ما يلبث أن يستوي سُبحات من الأحلام في الفِكَر لا تختلف الحقيقة حين تلوكها الأفواه الجائعة ولكنها تتلون بألف كذبة وكذبة حين تسمر بها ليالي المترفين لأن الألم هو نور الخطيئة، والأمل مركبها الظاعن أبدا .. لو عرفت مهلا أنك ستُنشر يوما ما في جريدة الزمن، أو أنك ستلُهب الرؤى في بواكير العمر، لخطفت اللحظات وأنختها بعيدا في دروب النسيان، تلهو وَهْنا في غفوة من المسير، فأظل أنتظرك دون حساب من السنين، ولكنه شيء خفي عنا واستحق بخفائه أن يكون جليا في أعمارنا، في ضعفنا، في يقظتنا المؤقتة . عرفت من عينيك أنك البحر الذي أصارع والموج الذي أحمل نفسي على اقتناص نزواته بيني وبينك بُعْد ما بين المشرقين زمانا مكانا حالا ولكن   ليس قلبا هذا ما أعرفه من نفسي تماما ،،، رغم أني أوقن أنك لا تعرف عني شيئا !! لا يهم حقا لا يهم فمتى تحرك القلب انقدح القدر وجاءت التلبية من سرّ الروح فإذا لم يكن ثمة تلاقٍ من قريب.. فهناك الكثير من النجوى تضجّ بها وار

عودة الفارس( قصة قصيرة)

صورة
قطرات المطر المتساقطة على صفحة النافذة تثير فيها الكثير من الشجن ، فالشتاء بالنسبة لها طقوس تعيش أيامها العمر كله ، منذ رحل في ليلة شاتية باكية !! وحشة من الأنيس، وبرودة في الانتظار، وكل قطرة هي ذكرى من الحدث الوحيد في حياتها: أنها رضيت أن تكون ذات زوج بعيد !! دون أن تعي بأن زوجة الغريب، غريبة عنه أولا... وعن الكون ثانيا !! البحر المترامي أمامها يكتم في سكونه طول صبرها الذي طوته وهي تغزل رؤيا وتشرع في رجاء، و في مجونه يسكن عزيز دمعها الذي أهرقته وهي تشكو من جفاء، وتئن من غربة .. فكان البحر بعض ماء العين !! فصول حياتها متشبعة من أماني العودة كما هو سور النافذة الممتلئ من المطر الذاوي مع ساعات الصباح الأولى ، تنقضي ليلتها في الحلم ثم ما تلبث أن ترحل به شمس الحقيقة لتجد قدميها ما تزالان هناك في وقوف رتيب أمام نافذة عتيقة لا تعرف متى تكسوها بأطواق الياسمين كما هي عادة أهل البلدة كلما أزفت عودة حبيب ! ( ربما يكون في الليلة شيء مختلف ) تعويذة الصبر تستفتح بها سهادها الطويل ، ولكن الهَرَم لايترك لوقتها كثير فُتُوَّة، كما لم يترك لها الزمن مزيد ريعان !! ا