فقه الحبّ (نصوص نثرية)

Love is Fragrant



فقه الحبّ
( 1 )

كما هي النار تشتعل في خمائل الشجر فتنوح روحه شعثا من الآمال
كذاك هو العشق يرتوي  غضا من القلب ثم ما يلبث أن يستوي سُبحات من الأحلام في الفِكَر
لا تختلف الحقيقة حين تلوكها الأفواه الجائعة ولكنها تتلون بألف كذبة وكذبة حين تسمر بها ليالي المترفين
لأن الألم هو نور الخطيئة، والأمل مركبها الظاعن أبدا ..
لو عرفت مهلا أنك ستُنشر يوما ما في جريدة الزمن، أو أنك ستلُهب الرؤى في بواكير العمر، لخطفت اللحظات وأنختها بعيدا في دروب النسيان، تلهو وَهْنا في غفوة من المسير، فأظل أنتظرك دون حساب من السنين، ولكنه شيء خفي عنا واستحق بخفائه أن يكون جليا في أعمارنا، في ضعفنا، في يقظتنا المؤقتة .
عرفت من عينيك أنك البحر الذي أصارع
والموج الذي أحمل نفسي على اقتناص نزواته
بيني وبينك بُعْد ما بين المشرقين
زمانا
مكانا
حالا
ولكن  ليس قلبا
هذا ما أعرفه من نفسي تماما ،،، رغم أني أوقن أنك لا تعرف عني شيئا !!
لا يهم
حقا لا يهم
فمتى تحرك القلب
انقدح القدر
وجاءت التلبية من سرّ الروح
فإذا لم يكن ثمة تلاقٍ من قريب..
فهناك الكثير من النجوى تضجّ بها واردات الشعور وشاردات النظر
الأصداف المنثورة في قاع المحيط تنادي أفواج السائرين على شاطيء الأماني
تهمس إليهم أن البحر مَلْح كالدمع المنحدر من قلوب العاشقين
أو كذرات العرق المتقاطرة من جباه الساجدين
أو كالكلمات المكلومة في أفواه  الشعراء المعذبين
كلها تقترب من النهاية ولكنها لاتجف أبدا
كلها تحفر أخاديد في الروح ولكنها لا تُملئ أبدا
كلها تعود إلى البحر دون أن تضل أبدا
هذه هي الأبدية تدق ساعتها في جنبات الكون
كلما رنّ الحب في قلب عاشق بعيد خلف تلال الوحدة والانتظار
يظن أنه فاعل شيئا ما ،،، في حين لا يلوي على شيء !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )