المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٧

العلاقات الاجتماعية تبدأ من : أنا -5-

صورة
(5) حوارالحب عندما نبدأ في التعاطي مع العلاقات الإنسانية في حياتنا بصورة أصيلة وبجدية، سنصل سريعا إلى مفهوم جذري مفاده أن العلاقات الناجحة هي التي تقوم على حوار مفلح بين الأطراف. فلا اعتبار بالقيمة لأي شيءٍ خارجَ أن يجلس المندمجون مع بعضهم للنقاش واستعراض روافد التواصل السليم والآمن فيهم إن البحث الخفي عن الأمان وراء كل علاقة نعقدها؛ لا يمكن إنكاره ولا التغاضي عنه، وهذا الهوس الوجودي؛ يصبح من العسير إيجاد آلية للتعايش معه إلا عبر الكلمات؛ ما نتحدث به أو نستمع إليه، خاصة ممَّن يعيننا أن يستمروا في حياتنا حوار الحب الكلمات التي تبني خطابنا في العلاقات الإنسانية الحقيقية لا بد وأن تتولد من وتيرة العلاقة نفسها: من شجونها الأصيلة بها، من أفكارها عن قيمها وقيمتها، من طموحات الأطراف تجاه بعضهم، من رغبتهم في البقاء معا أطول مدة؛ لا بد وأن تكون متاحة من المواقف المغلوطة في عقد الحديث مع من نرتبط معهم بالحب؛ أن نتقلد شكل "الوظيفة" أثناء سرد الحديث، ذلك أننا يجب أن نتحرر من الأدوار التالية:         المدير : لن نتطرق في الحديث إلى الصورة الاستجوابية أو التقريرية كاس

مجتمعات الكتَّاب ومجموعات الكتابة

صورة
هناك نوع من الشيزوفرينيا المحمودة في أخلاقيات الكاتب؛ وهو أنه لا يستطيع أن يرى أخطاءه إلا من خلال رؤية أخطاء الآخرين الذين يكررونها لكي يعدِّل أخطاءه هو. إن هذه الميزة من التطهر الجمعي تقدمه لنا مجتمعات الكتابة، أو بمعنى أدق الاشتراك في مجموعات/ مجتمعات الكتّاب المتمثلة في الأندية والرابطات والمقاهي ذات الصبغة الثقافية أو المجموعات المحددة المتولدة عنها لقد انتشرت الفكرة العفوية لهذه المجتمعات المتخصصة مبكرا في مسيرة الكتابة، لا نعرف تحديدا أول مجتمع كتابي تم إنشاؤه وكيف كان ، وهل كان قرارا ارتجاليا من مجموعة من الكتاب، أم أنه أخذ طابع التنظيم والرعاية من قبل مؤسسات أعلى في الدولة، ولعل هذا يكون مسارا خصبا لمسارات البحث في التاريخ الأدبي لمجتمعات الكتَّاب عبر العصور ولكن في التصور العام فإن الغاية والدوران في هذه المجتمعات كان واحدا؛ أنها مجتمعات ينتمي لها الكتَّاب سواء أكانوا محترفين أو هواة، وفي أي نوع كتابي، وبأجيال متعاصرة ، يجمعهم السعي وراء تغذية الشغف الاحترافي الكتابي. وعبر المجادلات الأدبية، والنقد والنقد المضاد، والقراءة المتأنية لنصوص الأعضاء، تظهر الفائدة المنعكسة

العلاقات الاجتماعية تبدأ من : أنا -1-

صورة
(1) على قدم المساواة قد يكون زمننا هو الأقل حظوة من العلاقات الاجتماعية الناجحة؛ على الرغم من كثرة وسائل التواصل الاجتماعي كل ما يثير دهشتنا ما ينبهنا لوجود "خللٍ" قد صار ضاغطا ضد أن نعيش التوازن السليم في حياتنا إن الصعوبة في تأسيس العلاقة الاجتماعية ابتداء – أيا كان نوع هذه العلاقة- ثم الحفاظ عليها، أو ربما إنهائها فيما بعد؛ إنما تتأتى هذه الصعوبة من أننا لا نبحث خلف النقاط الظليلة داخلنا، تلك التي تتفجر منها الدوافع الحثيثة نحو إقامة العلاقات الاجتماعية بنجاعة، أو الإحجام عن تأسيس أي علاقة وبإصرار أن نتلمس مقدار حاجتنا، وتأثير ضعفنا، وقوة سيطرة أفكارنا الماضية على طريقتنا الاجتماعية في التفكير، مراحل من شأنها مجتمعة مع أخرى عديدة؛ أن توصلنا إلى البر الجامع حيث نعيش أفضل حالاتنا في علاقات اجتماعية آمنة وثرية بالمغزى السؤال المفتاح لكل العلاقات الاجتماعية هو: لماذا أريد بناء هذه العلاقة الاجتماعية تحديدا؟ أسلوب تعاملنا مع الشخص الآخر يتحدد من وجهة نظرنا تجاه أنفسنا. أولا: هل أراه نظيرا لي، هل أراه منافسا لي، هل أراه كبيرا عليّ أن أتكافأ معه، هل أراه دوني

العلاقات الاجتماعية تبدأ من : أنا -2-

صورة
(2) يا أيــها الذين آمـــنوا  علاقاتنا الاجتماعية ليست بوتيرة الصدفة، ولا ينتظر منها أن تكون علاقات عابرة. فالعلاقات الإنسانية الناجحة هي التي يطول أمدها وتستمر تمنح بركتها مع توالي السنين واختلاف الظروف. ذلك أننا عندما نخطط لإقامة عقد إنساني، صداقة أو زواج ، فإننا ندخله على نية "الديمومة"، كي نشعر بالاطمئنان في واحته، فنجتهد في أداء واجبنا تجاهه ليكبر ويصير سندا لنا في قادم الأيام. لقد كان من تفصيل مما كُلِّفنا به  ونحن نستقر على هذه الأرض؛ أن نكشف عن حكمة الله في أن خلقنا خلقا مكرَّمًا على سائر ما خلق. إن العالم الجواني للإنسان والمتمثل في الروح وسلوكياتها؛ كالوعي، والتآلف، والمدنية، يزخر بالرؤى التي تجعل من العلاقات التي نعقدها نسيج أنفسنا وحدنا، تقوي جانب الروحانية المطرد، وتمدنا بالتوافق مع الذين نرى أنهم جديرون بالبقاء إلى جانبنا وفي حياتنا زمنا ليس بالقصير. فكرة المرايا الأشخاص المنصهرون في علاقة ما، ينتظرون من بعضهم أن يكون كل واحد مرآة للآخر، و كما يرى عيوبه وضعفه وتشاكلاته، فإنه يرى كذلك مزاياه الحسنة و طموحه لأن يصير أفضل. وبما أن المرايا عاكسة دون ت

العلاقات الاجتماعية تبدأ من :أنا -3-

صورة
(3) اسأل.. ولا بد من أن تجاب السؤال الذي يتأكد بقوة حول : لماذا "نحن"، البشر، بحاجة لبناء علاقات اجتماعية سليمة وصحية، هو "المحدِّد" لكل ما يدور في هذه العلاقات من مدٍّ وجزر، وإلى أن تستمر بسلام، أو تنقطع بهدوء وبكل شفافية، نعلن أننا نريد العلاقات الاجتماعية الناجحة لأننا في حاجة : للحب، للاحترام، للتآزر، للتعاطف، للتفهم، للحوار... لكل تلك الميزات الفريدة التي طُبعنا عليها لنكون أصحاب التكريم الخاص في نيَّة الخَلق وتركيب المخلوقات والنتيجة البديهية التي تأتي بعد تقرير هذا الإعلان: هي أن نؤمن بأن أي علاقة لا تُحقِّق لنا ما نحتاج إليه؛ فإننا ، ومن باب أولى، لسنا بحاجة إليها، ويجب أن لا تخوننا شجاعتنا في اتخاذ القرار بالخروج من هذه العلاقة فورا ولكن، وقبل اتخاذ موقف الحكم بالإبقاء على العلاقة أو مغادرتها؛ فإننا لابد وأن نعي مبدأ خطيرا ويشوبه الالتباس بشدة: وهو أن أكثر العلاقات الاجتماعية تفشل لأن "الهدف" ثم "طريقة التعبير عن الهدف" مفقودان بالكلية في لغة التواصل، أو غير واضحيَن عند الأطراف المشاركة في أي علاقة اجتماعية إذ لا يكفي أ

العلاقات الاجتماعية تبدأ من : أنا -4-

صورة
(4) التقدير التقدير بين أطراف العلاقات الإنسانية هو ما يمنح هذه العلاقات جمالية التكريم والأصالة. فالتقدير يؤكد على رسالة مفادها: أنني سعيد بتواجدك معي في هذه المرحلة من حياتي ، وإن كل شيء يُبنى بيننا إنما قوامه الحب والاحترام. للتقدير بواعث متعددة         تقديرا للجمالية التي يمتع بها الطرف الآخر: خِلقة سوية، أو أخلاقيا، أو علميا، أو مهنيا         تقديرا لما يقدم من جهود مخلصة ليجعل تواصلنا معه في أفضل حالاته          وقد نقدِّره لما يحيط به من شبكة علاقات أخرى ومسؤوليات يتحملها. كما أن تقديرنا للوسط الذي ينتمي إليه الطرف الآخر، أو كل ما يتعلق به كحياة كاملة أخرجت لنا هذا الإنسان اليوم.؛ حيث يصبح تقديرنا لحياته الكلية نوعا من التقدير الذي نقدمه لذاته هو، فأن أحترم حياتك معناه أني أحترمك كذلك          التقدير للمشاعر التي يمنحنا إياها مما نحن بحاجة إليه، أو للطريقة التي اختار أن يعاملنا بها، خاصة لو كانت بدون مقابل حتى بين الضفتين الجميلتين يلزم بناء الجسر الشعور بالتقدير للحظات نقضيها معا غير أن نوعا من التقدير قد يغدو ملِحًّا لأنه يختصر المسافات الشاسعة