العلاقات الاجتماعية تبدأ من : أنا -4-

(4)


التقدير

التقدير بين أطراف العلاقات الإنسانية هو ما يمنح هذه العلاقات جمالية التكريم والأصالة. فالتقدير يؤكد على رسالة مفادها: أنني سعيد بتواجدك معي في هذه المرحلة من حياتي ، وإن كل شيء يُبنى بيننا إنما قوامه الحب والاحترام.

للتقدير بواعث متعددة

  •         تقديرا للجمالية التي يمتع بها الطرف الآخر: خِلقة سوية، أو أخلاقيا، أو علميا، أو مهنيا
  •         تقديرا لما يقدم من جهود مخلصة ليجعل تواصلنا معه في أفضل حالاته
  •          وقد نقدِّره لما يحيط به من شبكة علاقات أخرى ومسؤوليات يتحملها. كما أن تقديرنا للوسط الذي ينتمي إليه الطرف الآخر، أو كل ما يتعلق به كحياة كاملة أخرجت لنا هذا الإنسان اليوم.؛ حيث يصبح تقديرنا لحياته الكلية نوعا من التقدير الذي نقدمه لذاته هو، فأن أحترم حياتك معناه أني أحترمك كذلك
  •          التقدير للمشاعر التي يمنحنا إياها مما نحن بحاجة إليه، أو للطريقة التي اختار أن يعاملنا بها، خاصة لو كانت بدون مقابل

حتى بين الضفتين الجميلتين يلزم بناء الجسر

الشعور بالتقدير للحظات نقضيها معا
غير أن نوعا من التقدير قد يغدو ملِحًّا لأنه يختصر المسافات الشاسعة من سوء الفهم، و يغسل رتابة الأحوال المتشابهة، و يكبح نشاط الجمود الذي ما يلبث أن يسترخي في أساليب التواصل مع مرور الوقت
إنه أن نقدِّر اللحظات التي نقضيها مع الطرف الآخر في هذه العلاقة، كأن نقدِّر ما حبانا به من وقته كي نفهمه أكثر، وأن نقدر  صموده في الظروف التي عاصرناها معا واستطعنا النجاة منها بفضيلة الصبر لديه، وأن نقدِّر إيمانه بأن هناك المزيد من الألفة مما قد ينشأ بيننا ، وهو ينوي أن يمنحنا ذلك الارتياح في الزمن
فكيف لو أننا بعد مضي مرحلة من التعايش كشفنا الغطاء عن شجاعتنا وتقدمنا بالتقدير إلى الطرف الآخر كأن نقول له: شكرا جزيلا أنك كنا هنا! شكرا لأنك كنت متواجدا طوال الوقت، إن تواجدك يعني لي الشيء الكثير، لقد كان بإمكانك أن لا تتواجد.. أن لا تأتي..أن لا تستمر؛ ولكنك ورغم العوائق اخترت أن تبقى حتى هذه اللحظة، إنه لشيء عظيم أنك فكرت في أن تمكث ولا تغادر، وإني لأقدّر عميقا كل اللحظات الجميلة مرَّت بيننا ومررنا فيها مع بعضنا
إنه ما من واجب يُلزم الإنسان بالتواجد مع آخر لا يحبه، فالتقدير للتواجد هو الخطوة الأولى التي تليها كل فنون التعايش الأخرى، ولكن بدون هذه الخطوة الأولى ما كان لشيء أن يحصل
التقدير يأخذ علاقاتنا الاجتماعية مرحلة أرقى ، ويمتّن من لغة التواصل ويصبغها بالدفء والنضج
إزالة الغموض الرابع : التقدير يعني ؛ أني أريدك في حياتي إلى الأبد. والتقدير هو التزام مدى الحياة لا تتعطل وظيفته ما دمنا ندرك أن الطرف الآخر تزاد أهمية وجوده في حياتنا كل يوم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )