لا تريد أن تخسر ماضي الفكرة

 

 Photo by Christina Bodendorfer on Unsplash


المذاق، من يكره أن يحتفظ بالمذاقات العتيقة للأحوال الماضية؟! لسنا في نوستالجيا الزمن الجميل، ولا التحسر على زمن الطيبين. لا، إنما في صدد أن نذكر أنفسنا: أن لا تنسى أنها كانت جيدة في تلك اللحظات الراحلة.

ليس من اليسير أن يشعر الإنسان بنفسه جيدة، وأن كيانه موقّر بالاحترام، وأنه صاحب نوايا حسنة! فالتغيير في الطبيعة الإنسانية يخيف نفسها من نفسها. ثم تلك المطالبات المتراكبة عن ضرورة التغيير وحسنات التطوير وأن كل شيء يجب أن يصير مختلفا؛ كل ذلك الحث على تفتيق الجديد بات ينسينا من نحن ابتداء. 

المبادئ والقيم لها روعتها في العقل والقلب، وعندما يجد الإنسان من يعنى بتربيته صغيرا، فإنه من الجحود أن نعتبر لحظات التصفيق ذات الحنين عارا نريد أن نتخلص منه!  لقد عشنا جلالة كلمة "عيب"، كما انتبهنا مبكرا لمفردات: الحياء، والسمعة، والهيبة، والشهامة، والكرم، والأنوثة! 

فلماذا يكون أول ما نشب عنه هو ترك ذلك الماضي العفيف في مشاعره لنلحق حاضرا مسخا مستوردا بقبح! وهل ترانا نعول على مستقبل أزهى  لحاضر غير متوافق معنا!؟

الخطير في المسألة، أننا عندما نريد استيراد روح تلك المبادئ إلى وعي الأجيال القادمة- نصطدم بمقاييس التعليم، والتوظيف، والتطوير! 

ليس دخولا إلى كهف الذكريات، ولا اجترارا لعصبيات جاهلية، ولا انتكاسة على العصرنة- ولكن بدون أن نأتي كلنا، فلن نستمر كلنا، كذلك! و"كلنا" هو أيضا ماضيا كنا فيه خيِّرين وجيدين ومحترمين.

تعليقات

  1. رائعة في ثباتك .قالوا : . من ليس له أول ليس له آخر .. نواكب الحاضر ، ولانغفل عن ماضينا ، نتقدم ونحن نقف على ثوابتنا تدعمنا .. ومن أجل أن نستمر .. وإذا كنا نرغب لا بد أن نعمل لنؤسس حاضرنا لأننا إن لم نحترم ماضينا فلن نجد انفسنا في حاضرنا ..

    ردحذف
    الردود
    1. حياك الله أستاذة حنان حجار.. سعيدة جدا بتواجدك هنا، فبكم يصبح كل شيء جميلا وثريا..شكري وتقديري

      حذف
  2. جميل ما كتبتي استاذة
    يقال من ليس له ماضي لا يمكن ان يكون لديه حاضر ومستقبل لا يجب ان نتجاهل ماضينا الزامية تواجد الماضي في اذهاننا يمّكن لنا حاضرنا
    تحياتي استاذة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )