وفاء للشتاء (4)/ خوف بليل قديم


 

وفاءً للشّـتاء

(4)

خوفٌ بليلٍ قديم


اعذرني، لقد زدت عليك خوفك من حبي

تشابهنا في "قديم" صامت فينا حتى اليوم. دعنا لا نجاوز أرواحنا، فالله الذي قدَّر وهدى، قد نقلنا -هِبَةً- من وحدتنا المنفصلة قبل أن نلتقي، إلى حيث اتحدنا مذ تعارفنا.

لكن لا تعالج الصمت بالغضب! فكلاهما يلتمعان بالبُعد.

إذ أقدم عليك كل يوم، فلأني أريدك أن لا تكتشف أنك تضيع من ذاتك! ما زلت هناك لم تكتمل في صرختك الأولى، تعبث بضفائر الزمن، يستقر فيك حلمه وواقعه. وها قد نضجت اليوم بديع نفسك،تقيس بك كل غيرك، فلا تحرّك فيني حزنا أني لست من أسباب اتزانك، فما يدرينا- لعلي لم أحضر لتظل فيما أنت فيه، لعلي أختص بما ستقدم عليه من سعدك وسعادتك،تلك السعادة التي لم أغتبط روحها قبل أن أغامر في عينيك.

شتاء وراء شتاء، عينان مغروزتان في مدامع الأمل والحلم، كالغِيد تخضر كلما زارها الماء.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )