وفاء للشتاء(10)/ سكون البراءة

 




وفاءً للشتاء

(10)

سكون البراءة


وكنتُ كلما خلت منك حياتي ملأتها بضجيج لا حسّ فيه. أتراه اعترافا بأن لا أحد إلا الحب يملك أن يشغل الحيز ما بين المزدحم!

يغدو الأمر كالواحة يغرق فيها العربي كلما أنّ عليه الفراغ، فراغ فارغا من أحلامه، لا ينزع عنه حبًّا إلا ليذكره حبا جديدا.

الأجواء تعبق بهواجس البعد والفراق، لعل الزمن قد تفرغ لنا بكليته ليوفر فرصا من العَود والبدء. تكرار نادر لا يقدمه إلا لمن يعشقون بجنون.

اعتدتَّ على أن يكون "وضعك حساسا”! وهذا يضيق المدخل للحب. ولكني أعجب من الأقدار حين تختار ما هو حرج لتملأه بما هو أكثر حرجا! أليس في ذلك علامة على أن الصعب اختراع العجز، لا إرادة الربّ؟!

ما أدرك؛ هو أن القلوب تتسع حين تضيق المسافات، وإذ يضطرنا الاضطرار إلى أن نضر أنفسنا عوض أن نربح لها.

ابق حولي في أمكنة روحي، فلا تبلغ منا الوحشة غايتها إلا عندما نلفي إلهامنا في حبنا ساكن.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )