الحب دون توقف (2)

 



Photo by nichiiro on Unsplash


يشار للحب على أنه ارتباط عاطفي تفريدا له عن أنواع الارتباطات التي تأتي العاطفة فيها تاليا لعقد من نوع ما نعيشه في علاقاتنا. 

والمفارقة في الحب تكمن؛ في أن فكرة"الربط" تقتل الحب وتحيله عدو أهله. إن الحرية حبيبة الحب الألية، وكلما استقر الحب في نفسه تراه يبحث عن حرية مكينة تتيح له أن يبسط سطوته أنحاء الوجدان في المحبّين. 

والحرية التي تثبت وجود الحب؛ هي الاستسلام بفتح مسارب الوعي ليعيد الحب غربلة المكنون  من الأفكار والتصورات والعادات، حتى ليستوعب ذاتنا الكلية. 

لا يدخل الحب النَّفْس ليتركها على ما هي عليه. لقد أتى لأنه قد آن لها أن تتحقق من  خلق جديد في الروح ثم المصير. والاتجاهات التي تؤكد على أن مراجعة الذات هي أولى خطوات الوعي، تأتي متأخرة جدا عن الأثر الفعّال للحب نحو إحداث نقلة في الوعي الإنساني كله. 

الحب نصير الأطروحات غير المتكررة، إنه لا يقبل تعدد النسخ. لذا لا يخشى صاحب الحب من أنه يعيد معارف قد سُبِق إليها، ولا أنه يخوض عتبات قد أمست بالية، فالتشابه مهما بدا غالبا على قصص الحب غير أن خصيصة الوعي المستقاد من عيش حكاية الحب هو ما يمثل خلاصة جهود التحرر الشاملة. 

لذا، نعود على ما بدأنا به، أن الحب نصير الأحرار ونصيبهم وحدهم، لأنهم الأجدر بمواجهة كل مستقر، وذاتي، ومتغير. 

------------------------

يتبع...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )