إن أنسَ فسأنسى




كل يوم جديد تصبحنا شمسه بفرصة جديدة؛ يكشف حاجتنا للنسيان! أن ننسى ما مضى ليس معناه أن نتهيأ أنه لم يحصل، لا، فإن القدر لا تعود ساعته إلى الخلف أبدا.
ولكنه النسيان بمعنى تجاوز تبعات ما حصل، وإبقائه حيث بات بالأمس في إضبارة الماضي. ثم  نحمل منه أنفسنا بحظوظ تحيط بها، وقد صارت أكثر اتساعا لأننا شاهدنا في زوايانا انفراجا لم نلحظه من قبل! 
هكذا يُدرِك علماء الرياضات والفيزياء كيف أن هذا الكون يظل في اتساع حتى يبلغ النقطة التي يعود فيها للانكماش على ذاته، بمعنى أن يعيد اجترار نفسه وماضيه، وحينها يفنى!!
أن نظل مؤطرين بما حصل، معناه أننا لا نملك المزيد ولا الجديد، ولا نحظى بلحظة هدوء نستجمع بها شعور؛  أن ما حصل قد حصل وانتهى.
تجاوَز .. تجاوز.. تجاوز، التجاوز عن الذنب بالمغفرة
تجاوز..تجاوز..تجاوز، التجاوز عن الفشل باستنئناف المحاولة مرة أخرى
تجاوَز .. تجاوز .. تجاوز، التجاوز عن الخطأ بالصفح وفتح الصفحات الجديدات
لو أتقنا سلوك "التجاوز" لعرفنا قيمة "النسيان" في معجزات عالمنا الداخلي، ولأدركنا قيمة أن نحظى كل يوم بيومنا الحقيقي لبناء فرصتنا التي نستحقها فيها، والتي طال انتظارنا لها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )