انتقال أم نقلة




الحياة ليست لها قاعدة فيما هو جميل أو قبيح! ليس فقط بمراعاة اختلاف أحوال الناس واحدا دون آخر. بل حتى عند الإنسان الواحد، إذ ما يكون مقبولا في ساعة من العمر ، قد يصير صعبا ومرفوضا في ساعات أخر. ولعل هذا هو "الجمال العظيم" للحياة في الحقيقة، فالحياة الأصيلة هي التي تعرف كيف تتغير وقتما ترى إنسانها قد ركن إلى الخلو من الطموح، فتشده إلى مجهول مخيف وتعده بالوعد الجزيل حتى تستمكن منه قوة بعد ضعف، وعزما بعد همود.

كل يوم هناك انتقال.. ليس بيوم الأرض، بل بيوم النفس!

بالأمس انتقلت من عملي، اليوم أنتقل من بيتي، غدا أنتقل من كتاب إلى كتاب آخر، ومن فئة إنسانية أعيش بينها إلى جوار جديد، ومن طقس استمر ينخر في عقلي بشمسه وقيظه مدة خمسة شهور؛ إلى أيام رقيقة الهواء ولربما ذات غيث عميم بإذن الله.

فلا حرج من الانتقالات مهما تعددت واختلفت، ما دام يتحقق جوهر الانتقال وهو: 
النقلة!

الآفاق التي تفتح أصداءها في نسيجنا الفكري والروحي والعاطفي، وكيف نصير بعد النقلة غيرنا قبلها، وعلى أي شيء تحول حالنا إلى القوة والشجاعة والبصيرة؛ هذه هي التي ما تلبث أن تصير وقودنا للنقلات الأخرى القادمة.


ويظل الأمان بين الانتقالات؛ هو الحرص الذي نخشى أن نفقده لأنه لا مرد له.
"اللهم إنا نعوذ بك من تحول عافيتك، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )