ما هو الأنسب لنا



لا شك أن طموح الإنسان لا حدود له! ولذلك خلقه الله بهبة التأثير في الحياة.
وفي منعطفاتنا اليومية نقابل اختيارات ، صغيرة أو كبيرة، يلزمنا أن نتجه معها قرارا في أن نختار هذا، وندع ذاك. ابتداء من مهام سيدة المنزل، والطالب في المدرسة، والموظف في كل القطاعات، حتى صانع القرار وأيضا في أي قطاع. 
لا نتدخل في القرارات العامة، ولكن ما نبتغي الإضاءة حوله هنا، هي تلك الاختيارات التي ينعكس علينا وحدنا سلوكها؛ لأنها سريعا ما ستصبح مصيرا مشتركا بيننا وهي.
وقد تحدثت الكتب والدروس وورش العمل عن آلية الاختيار السليم بما يتوافق والظروف المحيطة بالفرد، وقابلية الفرد نفسه تجاه المتغيرات التي تمر به.
إلا أن جانبا هاما يتم تجاهله ، ربما عن غير قصد، فيما يتعلق بالاختيار الذي يتلاءم وقدراتنا الجسدية!
إن الحفاظ على الصحة الكلية لكينونتنا مهم جدا، وبدون هذه السلامة والعافية فإن كل قراراتنا في الحياة ستتغير جذريا، أو لعلنا سنكون غير قادرين على صنع أي قرار ما دمنا نعيش دون استواء معقول لا يؤثر على رؤيتنا وإرادتنا.
ومن الخطأ الخطير أن نتصور أن الجسد موضوع للتعب والتحمل وحسب، نعم، نستطيع الوصول بالنفس إلى أقصى قدراتها، ولكن الجسد يحتاج لتوازن ما بين الجهد والراحة ليحفظ بقاءه الذي ما زلنا لا نعرف عنه سوى القليل.
لذا، اختر الخيارات التي تتلاءم ودرجتك في العافية والصحة، كن صريحا ولا تكلف جسدك ما لا يتحمله.
ليكن الاختيار الذي نختاره يتناسب مع أطول مدة ممكنة من السلامة لنا، ذلك أن سياسية الضغط الشديد لمدة قصيرة أملا في انفراج قادم مريح؛ ليست حجة ذكية ليتقبلها الجسد الذي هو أعظم ذكاء منا.
اختر ما هو مناسب لك، فلهذا خلق الله الحياة مختلفة بحسب كل فرد فيها، وتركيبتنا الجسدية نقطة فاصلة في تنوع قدراتنا وشخصياتنا ومصائرنا أيضا.
لا بد أن تكون معافى مع كل اختيار، ومعافى بعد كل قرار.
سلمتم بالعافية الدائمة يارب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )