الشجاعة قبل كل جمال






عندما تناول الفلاسفة المسلمون ترتيب الخصال النفسية المثلى في الإنسان، وجدوا سريعا أن كل جمال يرتد في الإنسان إلى الشجاعة ، بما في في ذلك قابليته للحب!
إذ لولا الشجاعة لما اقتحم الإنسان العلم وتحمل وعورة المعرفة التي تجعله ساميا كما أراده الله ، ولولا الشجاعة لما تقدم خطوة واحدة في طريق البحث والكشف وتفجير سنن الأرض والضرب فيها، ولولا الشجاعة لما تمكَّن من مقاومة نفسه حين تضطره إلى الانحدار في إغواء الشيطان.
كما قرروا أن بين الفضائل والرذائل شعرة واحدة، فالصفة إذا زادت أو نقصت تصير في ذاتها رذيلة، والاستواء والوسط هو الفضيلة في كل شيء. فكانت الشجاعة وسطا بين التهور والجبن، فليست الشجاعة سرعة إبداء الرأي فيما حقه النظر والتدبر، كما ليس من الشجاعة التأخر في اتخاذ القرار فيما يجب فيه الحزم والإثبات.
وفي مجالنا الرحب هنا ، وهو الحب، يصير الحب الشجاع هو أبقى الحب وأدومه. فالحب يلزم القلب الشجاع الذي يقرر أولا أن يدخل قصة الحب، ويلزم الإرادة الشجاعة في الحفاظ على الحب طاهرا ساميا، ويلزم الحياة الشجاعة التي تلزم نفسها بأن تكون في أفضل مكارمها وإن تعرضت للإغراء أو الاضطهاد، لأنها تحب ذاتها مكرمة قبل كل شيء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )