أقصى ما نستطيع على أقل ما نريد




الأهداف التي يتطلع أحدنا لمتابعتها في حياته لا حدود لها، وكل يوم يأتي يحمل معه هدفا جديدا فينا ما نلبث أن نجعله هدفنا الوليد ليومنا القادم.
غير أن الأمور قد لا تجري دوما على ما تشتهي الأهداف! أو حتى النوايا الطيبة! فكيف لو عكست العجلة دورانها وتنكبت الشوارع اتجاهاتها، هل ترانا نتوقف عن وضع الأهداف، أم نتوقف عن ركوب المركبات، أم نتوقف عن استقبال الصباحات بسرور؟!
 أيا ما كان التصرف الشخصي الذي يسلكه كل منا في تجاوبه مع المستجدات غير المنضبطة في حياته، إلا أن شيئا واحدا يجب أن نكافح للحفاظ عليه: إنه الحفاظ على سيطرتنا على أنفسنا، وعلى ما بين أيدينا من قليل!  القليل هنا هو المفتاح للعبور نحو التوازن.
لا تلقِ بالا للتبذير العام في القدرات المنتشر في كل مكان والعواقب التي ما تلبث أن تتكشف عن سوء توظيف الطاقات أو حتى هدر الطاقات في غير مواقعها الحقيقية، سواء كانت هذه الطاقات هي الناس أو الموارد المالية، أو البيئية، فالمهم بالنسبة لك، أن تحافظ على مواردك أنت كي لا يسلبها منك هذا التطاحن الشرس على العبث بكل ثمين ومهم وثابت.
نحفظ عافيتنا ضد أنماط الحياة غير الصحية..
نحفظ أوقاتنا ضد اختراعات اللهو وتجَّار الأوقات ..
نحفظ عقولنا ضد تسلط التفاهة المتزايد على المشهد اليومي..
نحفظ أخلاقنا عالية ضد الانحدار وراء المطامع ...
نحفظ أموالنا ضد الإسراف القابع في منطق الاستهلاكية..
لو فكرت بمبدأ أن "تحفظ السيطرة" على أمورك ومواردك، ستجد أنك تملك ما  لا تود أن تفقده عليه لأنه يعني لك الكثير، حقا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )