الفكرة فيك أنت





لماذا فقدنا رضانا عن أنفسنا عندما ملكنا الوعي وتطورت فينا حاسة التمييز!؟ كيف يتحول الازدياد من المعرفة إلى محكٍ لإيذاء الإنسان؟ مع أن الإنسان يعجز عن العيش بدون المعرفة، بل يستحيل وجود إنساني دون معرفة تتراكم. 
إن المعرفة التي لا تنبع من معايشتها لنا في كل أحوالنا هي معرفة "ضدية"، جاهزة للتعليب وليس صالحة للاستهلاك الآدمي.
عندما يقوم حاجز يفصلنا عن فهم ذواتنا، أو استثمار مواهبنا، أو الجرأة عن التصريح بأمنياتنا؛ فإن كل ما نملكه من المعرفة لا يصير سوى قيود وأغلال تسبب جمود الفكر والروح معا. ولا غرابة في أن نرى إنسانا يحمل الدرجات العالية من الشهادات والوثائق ولكنه مغلق العقل على قواعد ميتة لا يمكن تطبيقها على الحياة لأنها لم تستخلص شؤونها من الحياة ذاتها ، التي هي حياتي أنا وأنت.
المعرفة غير الملائمة لصاحبها، مثل الدواء الذي يوصف غلطا فيترك داء أشد استفحالا.
المعرفة غير الملائمة تصيبنا بالضرر، وأعظم الضرر هو ضياع العمر وتفتيت قدرات العقل بما لا يعيننا على بناء شأننا الخاص وتجربتنا الفريدة في الحياة.
اعرف ما هو مهم بالنسبة لك ، لا ما يتم إملاءه عليك، فمشكلة نظمنا التعليمية أنها "تملي" علينا، ولا "تتعرف" ما بنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )