المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٤

التاريخ الشخصي لأرض ما (2) الحب

صورة
  هل يُعَد الحب مكونا تاريخا في أي أرض؟ للحق، ما لم نبدأ في اعتبار الحب تاريخا مستقلا لكل أرض فإننا ما نزال ندور حول أنفسنا من دون أن نطأ الأرض بأقدامنا، بل بقلوبنا.  الأرض هي موعد الحب المتجدد. إننا نحب لأننا نشعر بأن ثمة ارض قارة على أن تحوينا وتؤلف  شعث نفوسنا. كل قصة الحب هي الأحداث المنعقدة بين الإنسان والأرض. ولعلنا اختزلنا تاريخنا طويلا كان يمكن كتابته بإنسانية، لو ما كنا أهملنا معامل الحب في تطور الحياة، والتي حصرنا نظرتنا إليها بالحروب والاقتصاد وحسب.  حين نبدأ منهجا جديدا لكتابة تاريخ الإننسان، فإننا نكتب أخص ما في هذا الإنسان، أي تاريخ دوافعه،ثم تاريخ ما كان الأساس في بناء هذه الدوافع، أي تاريخ الحب.  هل ترى يصدقني أحد لو أني أخبرت بأن كل ذلك الصراع مع ضغوط العيش، والاستعمار للبلدان، وانقسام العالم إلى أكثر من محفل، حتى إن تاريخ الحروب ؛ كل ذلك هو معاناة الإنسان مع رغبته في الحبّ! قديما قالوا أن من عجائب اللغة: أن اختلاف ما بين كلمتي الحب والحرب هو حرف واحد! ولكنه حرف تكراري، أي الراء، ولذا فإن الحرب تتكرر في تاريخ الإنسان الواحد، ولكن الحب نادرا ما يأتي، ولن يتكرر حب حقيقي

التاريخ الشخصي لأرض ما (1)/ الأصالة(ب)

صورة
  ما هي الأصالة؟ كثيرا ما نصف مثلا فنقول: الأزياء التقليدية علامة على الأصالة، الأصالة في العمارة الإسلامية والعربية، الأصالة في العادات والتقاليد..، وهكذا، فهل تتوقف الأصالة عند المنشور الظاهر من النشاط الإنساني؟ لو عدنا إلى القاموس العربي سنرى أن الأصالة هي من خصائص الوصف الأدبي للأديب المستقل في بناء أسلوبه في الكتابة، والتعبير عن رأيه وفكره من دون استنساخ ما عند الآخر، أو قريبا من هذا المعنى.  وما أبتغيه من عرضي هنا للأصالة هو ما تلبستُ به من تجارب فكرية كنت أدوِِّرفيها لأستطيع الإجابة عن تساؤلاتٍ مما تعرض للعقل المنفتح وهو آخذ في النضج، وإني أعزم على أن البحث والتنقيب في الأفكار هو من فضائل التعب الذهني لمن يريد أن يتفرد بهذا العبء مدى حياته.  حين تريد لفكرك أن يتشكل ليتخذ موقفا تجاه قضية ما، فأنت إما عائد إلى مخزون القراءة من الكتب التي تعرضت لتجارب الإنسانية، أو للاستقراء من النماذج  البشرية الحية في عالمك، والذين يعبرون في منهاج حياتهم عن خبراتهم المتراكمة، ويعيشون بما يؤمنون به من أفكار وتقاليد.  ولشيء من خدعة الزمن، تظن أنك قد وَقفت على كنوز بشرية مكتوبة وممارسة حية، وهذا كاف