الكاتب والمكتوب
اليوم لدينا مشكلة حرجة في مطلبنا الثقافي والمعرفي - على قاعدة توسيع المعرفة عبر القراءة- ومثار هذه المشكلة: أننا لم نعد نجد شيئا جديرا بالقراءة بحيث يبني لنا وجهة نظر ورأي وانطياع ما عن حياتنا؟! ذلك أن نواة الثقافة، ليست الثقافة في تراكم العدد المقروء من مصادر القراءة، ولكنها فيما طبعت هذه الثقافة على ذائقتك الأدبية والرؤيوية بما تجدك به تثرى وتنضج. هل أننا قرأنا كل شيء كان يستحق القراءة، واليوم لا شيء يستحق القراءة حقا؟! لن أعيش نوستالجيا الماضي، عندما كنا نسابق العمر لكي نقرأ من هنا وهناك، مع قوة زحمة حياتنا ما بين الدراسة وملاحقة أسباب العيش -أحيانا - مع ما نحمله من الانتقال بين المراحل العمرية من أعباء. ومع هذا، كنا في جنون أن نعثر على مادة نقرأها ونناقشها في عقولنا، وتذوب نفوسنا فيها عشقا مع آخر سطورها. ولن أقرر هنا بأن الأجيال الجديدة من الكتّاب والمنشور من الكتب هو من الركاكة بأن أصبح النشر جانيا أكثر منه ضحية، ذلك أن المشكلة بدأت مبكرا حتى في عصر أوج القراءة، لنقل عصر نجيب محفوظ وأنيس منصور وغيرهم من الكتّاب في تلك المرحلة التي شهدت شباب الكتابة حينها الخارجين من ظل طه حسي