المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2024

الفكر الإسلامي واللا-عودة

صورة
  حين أتحدث عن مصطلح "الفكر الإسلامي"، فإني هنا أتناول معنى انتقلتُ في طياته، ومبنى أشربته كيانا كليا على ظن من الإيمان بأنه الحصيلة النهائية ومحل الثقة لفكرة وضع الإسلام، ومن ثم  الحياة في ظل الإسلام، موضع البحث والنظر.  ولست هنا أعيد تعريف هذا المصطلح، ومدى ما شابه من اتساع عند مختلف الأقطاب، إلا أن ما انتهى إليه هو أنه يُظهر ما بطن من نظرة الإسلام إلى ما يهم الإنسان، عامة، والمسلم خاصة في صلاح معاشه الدنيوي.  والتحدث عن بواكير هذا المصطلح والسيطرة التي كانت له قبل عشرين إلى خمس وعشرين عاما مرت، يشوبه التشعب الذي لا بد هو مخل بشمولية التحولات مما أصاب هذا الفكر المنعوت بالإسلامي تماشيا مع فكرة "الأسلمة" التي تمنطقت بيان تلك السنين. غير أن ما أخلص إليه بأن مصطلح الفكر الإسلامي ومؤداه لم يكن سعيا حميدا، وإن كانت النوايا صبعته بالخلوص وحسن الظن.  عندما أخذ المصطلح بالانتشار في الدول العربية خاصة، والإسلامية بالعامة، تنازعه اتجاهان متقابلان:  الاتجاه الأول: القبول بالكلية/ وهؤلاء وضعوا له مؤتمرات ومجلات ودوريات، وحتى لو أنك دخلت المكتبة القريبة في بلدك فإنك س...

تجلي المتعة

صورة
  كل من يريد أن يقدم نتاجا لا بد وأن تتجلى فيه روح المتعة! هو شيء لا يمكن فرضه، ولكنه يسري في الأعمال التي نقدمها حين نعيش فيها استمتاعنا ورغبتنا وشوقنا للامتداد البعيد الذي لا يحد مع كل هذا الشيء الذي من أسمائه : الوجود، الكون، الحياة..الإنسان. هذا التجلي للروح المستمتعة بما تؤدي يقطع الزمن ولا يقطعه الزمان، نقف أمامه تأخذنا رجفة الخلود، وكأن ما أحد كتب قبل هذا الكاتب، ولا أحد قرأ كمثل هذا القارئ، ولا أحد كان مع كل هذا الإرث المتراكم! والسر يجري في أن قليل القلة من عاش متعته في هذا النتاج . صدقا، فإني حين أقرأ عملا أدبيا، أتملى أولا: هل استمتع الكاتب وهو يكتب نصه، سواء أكان شعرا أم قصة أم رواية؟ عجيب هذا التساؤل، وهو شيء خارج عن مجال القراءة المباشرة، ولكني اكتسبت هذا النزعة إلى الاكتشاف عن جوانية الممتِع، من طول الدربة في قراءة الرديء، وأقصد به الجاف الذي يمليه كل دافع غير أن الكاتب اراد أن يعيش هنا و فيما يكتب، وحسب. وعليه نقيس، ما يملؤنا حين تقف أمام عمل فني يخبرك  عن صاحبه الغائب: أن مؤلِفي أراد أن يعيش متعته بي، فمنتحته تلك رفاهية لأن أسري في وعي من سيأتي ويشاهد هذا العم...

اللعب بالعبث

صورة
  ما يدمر الإنسان، ومن ثم الحضارة كلها، هو شيوع العبث في أسلوب تفكيرها، حتى ليصير واقع معاشها بكل تفصيلاته! والعبث هنا ليس انتشار الملهيات، والولع بقشور الحياة، أو السعي في الوهم؛ فهذه كلها سمات بأن المجتمع قد بات عبثيا فعلا.  العبث هو الاصرار ، هكذا الإصرار، على رؤية الإنسان على غير حقيقته، فكل واحد منا يريد أن يرى الآخر كما هو يريد أن يراه. هذه الجريمة بإلزام الشخص ملامح ليست له، وما يتبع ذلك من طريقة الحديث، والميول الخاصة، وحتى أساليب العيش اليومية؛ إن فرض النمط غير الأصيل على إنسان ما لهو أقصى صور العبثية بهذا الكائن!  عندما يقف أمامك "الممثل" في عمل تمثيلي ينال استحسانك وتصفق له، فأنت تظل تضبطه بهذا الدور، بل وأنت ترفض أن تعترف له بوجوده الحقيقي خارجه! وهذا الهوس بالضرورة هو قائد كل من الممثل والمراقب أو المشاهد، إلى اجترار الكذب الطويل على طرفي الوجود: الممثل يود الاستمرار في المهنة، والمتابع يود أن يصدق بوجود ما يشاهد! وحين يصبح الوجود بحد ذاته فرضية للنقاش فأنت في النهاية تكون قد رميت بقصة الوجود كاملة تحت قدميك! والشكل المشاهد للإنسان الذي يعيش العبث أنه المهرج ...