حسم العاطفة

 




لا جدال بأن الأمور الموضوعية يلزم فيه الحسم في الرؤية والحزم في اتخاذ القرارات.

إلا أننا لا نشتط في التفكير، حين نقرر بأن شجون القلب يلزمها الحسم في قطع مصدر الداء، حتى لا يحيد بنا عن الهدى والسداد. 

العاطفة علامتها أنها لا-وقتية، بمعنى أنها تريد أن تنبسط على مساحة أيامنا كلها! لا ترتبط بزمن إلا ساعة القلب في ذاته، وهي لا تقلق من فوات حظها في شيء إلا ما يفوتها من اشتغال صاحبها بأحداث قصصها الوليدة . 

ولكننا كلما منحنا العاطفة وقتها، ازداد كربنا بها ومعها. فهي لا تفتأ تطلب المزيد من احتياط أعصابنا وسلامة خاطرنا. إنها كالغول الذي لا يشبع من نشر الخوف في الليل!

صحيح أن اتخاذ قرار القطع يسبب ألما مريرا، ولربما هذا ما يسبب لنا العَود عن إنهاء الموقف مرارا وتكرارا. 

ولكن الهروب من مواجهة ألم القطع لن يبعد عنا وقوعه في لحظة قد لا نكون فيها في أحسن حالات قوتنا لاحتماله! لن يضمن لك ذلك مخلوق!!

كلما كنا أصحاب المبادرة كانت قوة نفوسنا أوفر، ولم يتفلت أمرنا من بين أيدينا. فالسلامة ليست بأقل خطرا من العاطفة، إلا أن ما يميز السلامة أنها "قرار" نتخذه، في حين أن العاطفة هي " لا قرار" أو قرارا نؤجله، وربما لا نتخذه. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقه الحبّ 3 ( نصوص نثرية)

لأنك الرؤيا ( نصوص نثرية )

غضبة أنثى ( قصة قصيرة )