المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2024

الفلسفة وألعاب العقل

  سألج مباشرة إلى قلب الفكرة، فلا حاجة للتفلسف في مقالة عن الفلسفة؟! هل وصلتك الفكرة من هذه الجملة؛ هكذا هي الفلسفة في حقيقتها: بحث في المبحوث، بل والمفروغ منه! دعني أبدأ من البداية، كي تتحقق لماذا كانت هذه هي النتيجة النهائية لرحلتي مع الفلسفة. إننا - كبشر- مقدر علينا أن نوضع في أمور أكبر منا كي تشحذ قوانا العقلية. لم ولن نتقدم إلا في اللحظة التي نجدنا لا نستطيع المزيد! في هذه المعضلة نحو الحركة : انفجرت الفلسفة كخلاص للعقل يعبر بها عن أحقيته في الوجود، في الفهم، في التفاعل مع هذا المغلق وربما المستحيل.  العقل لا بد وأن يتحرك، والنفس لا بد وأن تشعر، وعندما تضعني في كلّي الإنساني داخل محجَرٍ يقصر حركتي، فإني سأظل أحفر بأظفاري كي أجد ثقبا أنفذ منه، هذا الحفر هو تفكير، وهو أيضا شعور وحدس. أفهم جيدا هذا الانكباب المزهو بنفسه المشاهَد اليوم في بيئتنا الثقافية تجاه "الفلسفة"، فالأمر مزودج بين تغييب طويل عن قبول أطروحات إعمال العقل من جهة، ثم تلك الزخرفة اللفظية التي تحملها الفلسفة في ذاتها، كونها بدأت علما للخطابة والتعبير قبل أن تتمحص لتصبح مجمل ما في الأفكار من حياة، من جهة مقاب...