افرَح..افرَح
هل الفرح من الدين؟ أم أن الفرح دين في ذاته؟!
في أيامنا المبكرة ، ورغم حضور داعي الفرح العفوي فينا، غير أنا كنا نرفض الفرح أحيانا! لا أدري ما كان الداعي لهذا الرفض. ولكن لا شك أنه في موقف ما: ظننا أننا نكون أكبر من أنفسنا حين نتوقف عن الفرح.
ثم تمضي السنون، ويأتينا من العمر ما نصير معه في لهفة لتتبع لحظات الفرح، وغالب فرحنا حينها يصير صاخبا، وكأننا نريد عبر الفرح أن نصير أصغر من أعمارنا الحقيقية.
وهكذا شأن الفرح، محبوب مغبون مع الإنسان.
حين أكون مع الفرح في مناسبة سعيدة، فأرى المبالغة في مباهج الاحتفال، أعرف أن هناك إرادة تعويض لشيء ما تمت خسارته في الماضي. لقد صرنا نحتفل صراخا، ونضحك صراخا، ونتمايل صراخا..صراخا .. صراخا.. صراخا، حتى إن تكريم المدراء والمعلمين والمتفوقين صار صراخا أيضا! فهل الفرح لا يحلو إلا صراخا؟!
الصراخ صار ظاهرة مريضة في حياتنا، في الواقع وعبر الإنترنت، صرنا لا نفرق بين الهدوء الذي يرتقي بالإنسان، والصراخ الذي يدعه بلا عقل! لقد صار اليوم بحاجة لدراسة نفسية مجتمعية جادة لتناول الهيجان النفسي خلال مواسم الفرح.
تعليقات
إرسال تعليق