المشاركات

عرض المشاركات من 2015

امرأة ولا بكاء

صورة
Patty https://www.flickr.com/photos/closetartist/ حين تهطل المرأة يصرخ الكون ! تتكوّم فخارة من طين تنتشر في الشجر والحجر والقمر بياض عينيها لا يخالطه الفراق تفور كالجياد الرمادية تغوص في البحور العربية لاتبكِ فقد أعرتها حزنك ظلت هي تبكي وتبكي وتبكي بوزن القدَر ومساحة الخلود! من ندمها انفلقت جنان التوبة ارتدَّت النار فما عادت مسودة يا وميض العذراء الباهت انسلَّّ كيما تسقي العطشى كرامة البكاء *********************

كبيرا بقدر الانتظار

صورة
https://www.flickr.com/photos/michmutters/ أجهل لماذا عليّ أن أغني لك ؟ ! كيف أوجبتُ لك قلبا ومنحتك عمرا ؟! لماذا أوصدتُ النهار وأطلقتُ النجوم في أي تاريخ فرّق المشيب الأمس عن الغد هل تراني ألقاك بالشفاه الجافة بالأيدي المعروقة وبعينان تحلمان جمرا هل أذهلتك التضاريس ؟ إنها قسمات الصبر "أنثى الغبار البعيدة" تهشم سعف النسيان و تتبخر بالنفَس الأخير هربت كي لا تسقم بك   أردتَها  أنت فتنة   لايدنسها الوقت وحلمت بك فتوة لا يذلهُّا الاشتهاء ********************** لا أريد أن أسافر وحيدة لا أريد لأشواك العليق أن تفترش جبيني حسبي أن جذوري قد أولمت الملح أترى الرسائل الذابلة في العشب تعيد للغيم الدموع أم هل تغتسل الطفولة ببياض الفناء أم أنك وحدك من تصلي بغير  أذان! ******************** الأقمار المترعة بالرجاء أوهنت الظنون وئيدة ..كالحب يخشى الخوف حائرة.. كعيني طفل غداة جوع كريمة.. كالصبّار يجرح كل قلب *********************** مفردات الحياة أكثر من أن يضمها قاموس أو يوقدها فت

ثمن العودة

  وحدنا من يتحمل عبء إعادة ترميم حياتنا كلما تصدعت أو انهارت !  نعم ، إننا نقدر أدوار المساندة المحيطة بنا ، من عائلة، وأصدقاء، وربما جماعات الدعم والجمعيات الصحية والمجتمعية ..إلخ ، ولكن في النهاية فإن العامل الأقوى يكمن   في إرادتنا على التجاوز، هذه الإرادة في أن نطوي الانكسار لنخرج من العتمة؛ هي ما يولّد فينا القدرة على استحثاث العمل لإعادة إرساء ذواتنا في خطوطها الآمنة. صحيح أننا لا نعود كما كنا، إذ إن من أكبر الأوهام ما نزين لأنفسنا، من أن عبورنا المحن يعني عودتنا إلى ما كنا عليه سابقا !!   كل تجربة نعيشها تعمل على غربلة عاداتنا، وأفكارنا، وقوانا الظاهرة والباطنة، إنها تُحِلّ نموذجا جديدا منا لا يملك من بصمات هويتنا سوى رابطة الاسم، أما ما تحت العطاء فإن المخاض العسير " لإنانا " الجديد يكون في فورته . ولكن ما نقصده بالعودة هو استرداد قدرتنا على الوقوف في المواضع الصادقة التي هي "نحن"!  إن خارطة النفس الإنسانية أكبر من خارطة الحياة والتجارب المفروضة فيها. ولهذه الخارطة نقاط ارتكاز نحاول جهدنا أن لا تحيد عنها، لأن تلك الزوايا تحفظ لنا رؤية شام

من نزع منا إنسانيتنا

صورة
شئنا أم أبينا .. اعترفنا أم كابرنا ... اكترثنا أم تجاهلنا .. فمن المشاهد أننا قد فقدنا أول نقاطنا الإنسانية مع دخول أول نقطة ( Dot) رفمية إلى عالمنا الصغير !! بل وقد صار الحقيقي أننا نعيش في اللاحقيقي (online) وأصبح الواقع أننا في الواقع الافتراضي (virtual world) ، وتنامت الشخصية الرمزية الوهمية ( avatar) على حساب الشخصية الحسية والمعنوية معا ... ثم ماذا ؟ هل تبقى من إنسانيتنا معنى لم تغزه الرقمية والنقطية والويبية (Web) ؟ ربما لم نعد نملك معنى واضحا لمفهوم الإنسانية كي نتخذه معادلا للقياس والتقييم !  إننا نندفع بشراهة ، رغم يقيننا بأن ما نحن عليه يخالف المنطق الطبيعي للنمو الكوني ، وأقصد منطق الأحداث والأشياء ، نهرول نحو مزيد من تلاشيء الطبيعي و العفوي  والحقيقي من أنفسنا وحياتنا عبر ما نغلف به تفاعلات هذه الحياة من الإيحاءات الكلامية والنقطية عبر التواصل الإلكتروني . أنت لست أنت ، مهما خدعت نفسك أو تماديت في الحيلة ، حينما تكون في محادثة إلكترونية أو عبر تصفح عرضي على الويب . لأن وجوهنا صارت تنسى كيف يتم رسم قسمات البشاشة على محياها ، أو كيف تعقد ثورات الغضب والحزن