في ليلة نفضت فيها السماء نجومها ، وأقلع الياسمين عن بث الكون حكايا الأمل ، واكتظمت الأرض كل قطرها فلم تُبق سوى الدمع سقيا للشاكي المحزون,,, في ليلة شرع الليل ينشر سكونه في أروقة الوجود وكأنه يرسل للأموات رسالة عزاء مفادها : أني أقتص لكم من ضجيج الأحياء لأبقي الموت حضورا أزليا في وعي الحياة ! ومن دثاره الذي يسدله على الكون كفنا يشمل التائب في محرابه ، والعاهر في حانته ، والطفل في مهده ،،، والعاشق المتيَّم !!! يالهذا العاشق كيف يتصارع الليل في فؤاده ، وتصطخب شعواؤه في عقله حين يريح عليه صورا شتى تقتطع فسيفسائها من رسم الحبيبة الراحلة ، أو عشق الحليلة المنتظرة!! تارة يُذكِره سوادُه شَعْرَ الحبيبة مائجا على نضارة محياها فيمد أنامله لتلاعب خصلاته المتشاكسة فيزداد مجونه سحرا ، وأخرى يخيل إليه أن نسمات الليل هي بقيَّة أنفاسها تفور في صدره بعد لثام طويل قطع فيه وهاد البعد وغسل عنه جفاف الهجر. أما أريجه المُسْكِر فيُحْيي في نفسه أثرا من غاليتها وهي تتضَوَّع في أعطافها كلما أقبلت أو أدبرت ، وكأنها صوت الوشاية الصَّادح لكل ما لمسته يداها أو عانقه جسدها المتلألأ.. وفي جسده هو ...
تعليقات
إرسال تعليق