وفاء للشتاء(10)/ سكون البراءة
![صورة](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEijpO5zVX7THwmiDL3o3cz3SdzRCw0yfIADDnQbUEc_D8b4oM4yj725annceSack_624gEik24u2h8mmfSVtTheGNvX2-un5vr9anz8jfjaLdeOBBxCsUWjWWrwd60OID6dHiZNndn2Q1dW/w640-h480/aaron-burden-xtIYGB0KEqc-unsplash.jpg)
وفاءً للشتاء (10) سكون البراءة وكنتُ كلما خلت منك حياتي ملأتها بضجيج لا حسّ فيه . أتراه اعترافا بأن لا أحد إلا الحب يملك أن يشغل الحيز ما بين المزدحم ! يغدو الأمر كالواحة يغرق فيها العربي كلما أنّ عليه الفراغ، فراغ فارغا من أحلامه، لا ينزع عنه حبًّا إلا ليذكره حبا جديدا . الأجواء تعبق بهواجس البعد والفراق، لعل الزمن قد تفرغ لنا بكليته ليوفر فرصا من العَود والبدء . تكرار نادر لا يقدمه إلا لمن يعشقون بجنون . اعتدتَّ على أن يكون " وضعك حساسا” ! وهذا يضيق المدخل للحب . ولكني أعجب من الأقدار حين تختار ما هو حرج لتملأه بما هو أكثر حرجا ! أليس في ذلك علامة على أن الصعب اختراع العجز، لا إرادة الربّ؟ ! ما أدرك؛ هو أن القلوب تتسع حين تضيق المسافات، وإذ يضطرنا الاضطرار إلى أن نضر أنفسنا عوض أن نربح لها . ابق حولي في أمكنة روحي، فلا تبلغ منا الوحشة غايتها إلا عندما نلفي إلهامنا في حبنا ساكن .